حماس و"إسرائيل" والمسيرة السياسية

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

حماس و"إسرائيل" والمسيرة السياسية
[ 05/08/2010 - 07:31 ص ]
عنات كورتس

في اواخر تموز 2010 قبل عدة أسابيع من انقضاء مدة اربعة الاشهر التي سميت لمحادثات التقارب بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، عاد الرئيس براك اوباما ودعا الى تجديد الحوار المباشر بين الطرفين. ألقيت المسؤولية عن تجديد المحادثات على اسرائيل والسلطة معا، وإن كان قد لحظ تغير ما في الجو في الاشهر الاخيرة صحب الجهد الدولي ولا سيما الامريكي، لتسيير المسيرة السياسية في الصراط المستقيم وصد مضمون فيها.
لحظ من جهة ضعف صورة اسرائيل على أنها رافضة رئيسة لتفاوض غائي مباشر، وذلك ردا على تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المكررة بأن اسرائيل مستعدة لتجديد التفاوض في كل وقت. ومن جهة أخرى وجهت دعوة أوباما الى محمود عباس رئيس السلطة على نحو ظاهر.
وفي الآن نفسه جرى الاخلال بالهدوء النسبي في ساحة غزة. فقد زاد اطلاق القذائف الصاروخية من القطاع وكذلك الرد العسكري الاسرائيلي. هذا التطور الذي تم خاصة على خلفية تخفيف كبير للحصار الاسرائيلي على غزة، عبر عن جانب مشكل في المسيرة السياسية وهو الشقاق في الساحة الفلسطينية.
إن قدرة الخصمين وتضارب الأمور بين السلطة الفلسطينية وحماس للتصعيب على المسيرة السياسية تجسدت بوضوح زمن المعركة التي نشبت في قطاع غزة بين اسرائيل وحماس في مطلع 2009.
إن الانتقاد الدولي لاسرائيل بسبب الاجراء العسكري الشامل الذي أخذت به على حماس في مطلع 2009 ، سيقيد قدرتها على أن تأخذ مرة اخرى باجراء مشابه في قوته، لكن زيادة مستمرة لاطلاق الصواريخ من القطاع – على أيدي نشطاء حماس أو نتاج اضعاف حماس لجهد كف جماح فصائل اسلامية مقاتلة – يتوقع أن يرد عليه ردا عسكريا أشد مما أخذ به في الرد على اطلاق الصواريخ المفرق من القطاع منذ نهاية "الرصاص المصبوب". اذا حدث هذا، واذا نشبت على أثر جولة مواجهة أخرى في الساحة الغزية، فاستزداد العوائق التي تصعب على اسرائيل والسلطة اصلا تجديد المحادثات المباشرة.
والى ذلك فان التصعيد من جديد في الساحة الغزية الذي ستستعمله اسرائيل والسلطة علة لتأجيل تجديد المسيرة السياسية – حتى وإن لم يحبط التقدم نحو تسوية – سيفسد جهود السلطة للحفاظ على صورتها أنها طرف مستعد مبدئيا لتجديد التحادث ويقوي صورة اسرائيل على أنها معتدية ويخل بالانطباع الايجابي الذي أحدثته التسهيلات التي تمت أخيرا على الحصار الاقتصادي لغزة. وبعبارة أخرى ستستطيع حماس آنذاك أن تدعي انجازا سياسيا.
إن تأجيل تجديد التحادث المباشر على خلفية تصعيد بين اسرائيل وحماس سينضم آنذاك الى سلسلة طويلة من الحوادث التي نجحت فيها حماس بتأجيج مواجهة عنيفة واستحثاث رد اسرائيل المتوقع، في التشويش على اجراءات نحو تمهيد طريق للحوار الاسرائيلي – الفلسطيني.
نجحت حماس بهذه الطريقة على السنين مرة بعد أخرى في منع التقدم نحو تسوية، تناقض المواد المتطرفة في برنامج المنظمة الفكري. وبهذا منعت حماس السلطة الفلسطينية أيضا فرص تعزيز مكانتها في الساحة الداخلية وفي الساحة الدولية على أنها قيادة تعمل في تحقيق الهدف التاريخي الملزم الذي أنشئت من أجله، وأحبطت أيضا التهديد بأن تدفع الى هامش الجهاز السياسي الفلسطيني.
وهدف آخر يسبق كون المحادثات الاسرائيلية – الفلسطينية قد دفعت الى جمود طويل وتأجلت اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، كان التعجيل بعملية سلب اسرائيل شرعيتها في العالم.
ستحتاج اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى جهد عام وسياسي لا يستهان به لمنع حماس انجازات أخرى كهذه. برغم تصعيد المواجهة بين اسرائيل وحماس، اذا وقعت سيجب على السلطة أن تلين شروطها لتجديد المحادثات المباشرة بحيث تستطيع استجابة الدعوة الاسرائيلية وطلب الادارة الامريكية والجامعة العربية ان تعود الى مفاوضة مباشرة.
وعلى حكومة اسرائيل من جهتها أن تحاول أن تصعب على السلطة الفلسطينية استعمال المواجهة على أنها علة للتهرب من العودة الى محادثات مباشرة. تستطيع اسرائيل فعل هذا اذا داومت على دعوتها الى تجديد الحوار، ويحسن ان تكون مصحوبة باقتراح مصالحة موضوعية مصوغة، تصعب على السلطة رفضها وتجنيد تفهم دولي لرفضها

» حماس: حديث عباس عن ضغوط غير مسبوقة تبرير للبقاء في مربع الهزيمة
» أوباما يوافق على أول طلب عسكري جديد من إسرائيل
» إسرائيل تهددبعدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في الهجوم على"الحرية"
» إصابة 3 باشتباكات بين حماس والجهاد في غزة
» بسبب باراك..الخارجية التركية تستدعى سفير إسرائيل للمرة الثانية