ميخائيل بار زوهر يتحدث عن عمل "الموساد" وإخفاقاته

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

ميخائيل بار زوهر يتحدث عن عمل "الموساد" وإخفاقاته

أجرى اللقاء: انشل بابر
البروفيسور ميخائيل بار زوهر هو أكبر أدباء التجسس في اسرائيل. فما زال منذ نحو من 50 سنة يؤلف كتب بحث وروايات عن عمليات الاستخبارات الاسرائيلية، ولا سيما عن "الموساد". كتب من جملة ما كتب عن العلاقات العسكرية السرية بين إسرائيل وفرنسا، وعن عمليات الانتقام من كبار "المخربين" الفلسطينيين في السبعينيات، وكتب السيرة الذاتية لإيسر هرئيل. يصدر كتابه الاخير "الموساد –عمليات كبرى" (الذي كتبه بالاشتراك مع نسيم مشعل)، في هذه الايام ويتناول ايضا عدداً من العمليات التي كانت في العناوين الصحافية في السنين الاخيرة.
* ميخائيل بار زوهر، ألم يخفت بريق المنظمة بعد الكشف عن عملاء "الموساد" الذين صوروا في اغتيال محمود المبحوح، واعتقال الشخص المسمى "اوري بروديسكي" في بولندا؟
- "يبدو اعتقال بروديسكي في الحقيقة إخفاقاً اسرائيليا كلاسيكياً، وهو أمر يتكرر في أخطاء الموساد واخفاقاته. فهو من جهة المنظمة الأنجح في العالم، مع انجازات وقدرات غير عادية، وفيها من جهة ثانية صلف وثقة اسرائيلية بالذات تقليدية، وشعور بأننا الافضل في العالم. ولهذا يتسلل الى هذا الجهاز أحيانا شعور اساءة تدبير اسرائيلي. لهذا يرسلون أناسا ليسوا خبراء حتى النهاية دائما، ويتّكلون على ألا يتم الامساك بهم ومعرفتهم. في قضية مشعل ايضا أعطوا المنفذين جوازات سفر كندية، وعندما اعتقلوا سألت الشرطة الاردنية القنصل الكندي، واحتاج الأمر الى خمس دقائق لتبين انهم ليسوا كنديين. يجب ألا تحدث أخطاء كهذه. ويحدث هذا على نحو عام بسبب زيادة الثقة بالذات".
* ألا يبدو مجرد الكشف عن وجوه العملاء وجوازات سفرهم في عملية الاغتيال في دبي خطأً؟
- "توجد بطبيعة الأمر فرضية بأنهم ضبطوا متلبسين، لكن توجد فرضية معاكسة أيضا. لأنهم لما كانوا يعلمون أن دبي مليئة بعدسات التصوير، بل تقول الاشاعة إن الاسرائيليين شاركوا في تركيب هذه الاجهزة، استقر الرأي على اغراق دبي بالعملاء على اختلاف أنواعهم. اذا أخذت الافلام، فسترى أنهم دخلوا وخرجوا، وكان 90 في المائة ممن دخل وخرج بلا غاية. قد يكون القصد من هذا بلبلة عدسات التصوير. ومن الحقائق أنهم لم ينجحوا في تصوير دخول الغرفة التي نزلها المبحوح. قد يتبين بعد لنا أنه تم البحث عنهم تحت الشجرة غير الصحيحة، وأن كل شيء كان مخططا على هذا النحو سلفا. في نهاية الأمر لن يتعرف أحد على هؤلاء العملاء في أي مكان في العالم بسبب تنكرهم".
* لكن الأزمة الدبلوماسية التي سببها استعمال جوازات سفر دول صديقة كانت حقيقية؟
- "عندما يعمل الموساد في دولة اوروبية يمكن العمل ايضا بجواز سفر مزيف، وليس من الفظيع جدا أن تضبط. لكنك اذا ضبطت في دولة عربية مع جواز سفر مزيف فستكون في حرج جديد. اذا أتوا مع جواز سفر غير مزيف واتصلوا بالقنصل وفحص بالحاسوب ورأى انه جواز سفر غير مزيف فان ذلك يحميهم. لا يمكن تحمل مخاطرة كهذه في دولة معادية".
* في الشهر المقبل سيدخل مئير دغان سنته التاسعة في رئاسة "الموساد"، فهل تشارك اولئك الذين يقولون انه قد حان وقت استبداله؟
- "لا أؤيد استبداله الان اذا لم يوجد مرشح مدهش حقا. لم ألقه قط، لكن السؤال الذي يجب ان يسأل ما هي اهداف الموساد اليوم؟. من الواضح ان له الان هدفا واحدا رئيسا هو علاج الشأن الايراني، وسائر ما بقي يشحب حتى اغتيال كبار المخربين. وفي الشأن الايراني، ينجح نجاحا منقطع النظير، فقد نجح في تأجيل اتمام المشروع الذري الايراني عدة سنين. من الواضح أنه يجب التبديل كل بضع سنين، لكن السؤال أهذا وقت فعل هذا في اللحظة التي يشغلنا فيها موضوع عميق كهذا. يوجد لنا رئيس موساد يلائم ما يجب ان يكون عليه الموساد في هذه اللحظة".
* أنت كاتب السيرة الذاتية لإيسر هرئيل، الذي ظل يترأس "الموساد" 11 سنة. ووقعت اختلافات ايضا في شأن استقالته؟
- "سقط هرئيل لأن رأيه اختل. فقد اصابه الموضوع الالماني بالوسواس، عندما اعتقد ان جميع العلماء الالمان الذين يعملون في مصر هم مبعوثو الحكومة الالمانية. وتبين بعد ذلك في واقع الأمر ان الصواريخ التي صنعوها لهم لم يكن لها نظم توجيه أصلا. بسبب ثقة هرئيل المفرطة بنفسه لم نعتقل ايخمان سنين طويلة. كدنا نفقد ايخمان بسبب تكبره. وقد كشفوا عن أيخمان بسبب فتاة شابة خرجت مع ابنه، وقال لها انهم يسمونه ايخمان. وكان والدها، الذي كان من الناجين من المحرقة، يهوديا أعمى شيخا هو المصدر الذي تعرف على أيخمان. لم يفحص هرئيل ولم يعتمد على هذا، وتجاهلوا المعلومات سنة ونصفا، الى أن اتصل المدعي العام الالماني بمستشار الحكومة القانوني وغضب لأنهم لا يعملون، حسب المعلومات، وبعد ذلك عثروا عليه حسب هذا بسبب الحظ وبرغم انه تحول الى شقة اخرى".
* تعتمد كتابة الكتب والانباء الصحافية عن "الموساد" على وسائل الاعلام الاجنبية كثيراً وعلى معلومات جزئية وعلى ما تمكن الرقابة من نشره. أيمكن أصلا الكتابة على نحو جدي مع هذه القيود؟
- "عندما لا نعلم شيئا ما، وهذا ما يحدث مع النشاط السري، يكون انتقادنا أو تأثرنا مفرطين. حتى اغتيال عماد مغنية وُجه في الصحافة الاسرائيلية انتقاد لا ينقطع الى دغان، وكتب المراسلون بتأثر، كيف يمكن لشارون واولمرت أن يعاملاه معاملة ايجابية. وفجأة ذات يوم، بعد اغتيال مغنية، كتبت عناوين عن الرجل الذي أعاد الكرامة الى اسرائيل.
لكن ليست عندي أية دعاوى على وسائل الاعلام لأن أكثر الاشياء غير معلومة لنا. ونحن نرد بحسب القليل الذي نعلمه ويجب ان نكتب. لكن يجب التفريق بين تقارير عن عمليات الموساد لا يمكن معرفة كل شيء عنها، ولهذا نكتب ونخطئ اخطاء مشروعة، وبين دخول النمائم الداخلية، بأن فلانا من شعبة كذا قفز فوق فلان من شعبة أخرى. فالجمهور لا يفهم في هذا البتة، ويتعلق هذا بحلقة من ثلاثين شخصا الى اربعين يخيبون الآمال".

عن "هآرتس

» ثلاث سنوات أقصى عقوبة على عميل الموساد الذي شارك في اغتيال المبحوح
» الموساد ـــــ عمليات كبرى» كتاب إسرائيلي يروي تفاصيل اغتيال سليمان وغارة دير الزور