دار السلف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دار السلف

لنشر العلوم الشرعية بجميع تخصصاتها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
تركيه الخضرى - 382
الإحسان في رمضان  I_vote_rcapالإحسان في رمضان  I_voting_barالإحسان في رمضان  I_vote_lcap 
اليقين بالله - 308
الإحسان في رمضان  I_vote_rcapالإحسان في رمضان  I_voting_barالإحسان في رمضان  I_vote_lcap 
التائب - 37
الإحسان في رمضان  I_vote_rcapالإحسان في رمضان  I_voting_barالإحسان في رمضان  I_vote_lcap 
عبدالرزاق - 35
الإحسان في رمضان  I_vote_rcapالإحسان في رمضان  I_voting_barالإحسان في رمضان  I_vote_lcap 
أم مهندو - 1
الإحسان في رمضان  I_vote_rcapالإحسان في رمضان  I_voting_barالإحسان في رمضان  I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» هكذا اسلم دكتور جيفر لاند
الإحسان في رمضان  Emptyالخميس ديسمبر 15, 2011 4:02 pm من طرف تركيه الخضرى

» وصف المؤمنين فى التوراة والانجيل
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت نوفمبر 19, 2011 3:51 pm من طرف تركيه الخضرى

»  هذا هو النبى حقاً ولا شك : مشهد رائع
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت نوفمبر 19, 2011 3:43 pm من طرف تركيه الخضرى

» اسمع كلام اهل السنة والجماعة فى الخروج على الحاكموحتى ولو كان كافراً
الإحسان في رمضان  Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 7:43 pm من طرف تركيه الخضرى

» رسالة الى مبذر
الإحسان في رمضان  Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 6:59 pm من طرف تركيه الخضرى

»  لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي لتحسرتم عليه
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت يناير 29, 2011 11:31 pm من طرف أم مهندو

» بيوت الله
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:46 pm من طرف تركيه الخضرى

» كل عام وانتم بخير
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:41 pm من طرف تركيه الخضرى

» دعاء سيد الاستغفار
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:37 pm من طرف تركيه الخضرى

» اقترب شهر الخيرات
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:32 pm من طرف تركيه الخضرى

» قترب شهر الخير فهل احسنت العمل بالاستعداد لقطف الثمار؟
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:27 pm من طرف تركيه الخضرى

» من قال ان القلب لا يعقل ولا يفكر
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:04 pm من طرف تركيه الخضرى

» لايصح قول رمضان كريم
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 7:52 pm من طرف تركيه الخضرى

» الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته
الإحسان في رمضان  Emptyالإثنين أغسطس 23, 2010 4:36 pm من طرف تركيه الخضرى

» تخوفات على الأسرى في سجون الاحتلال نتيجة موجة الحر الشديد
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 2:33 am من طرف تركيه الخضرى

» رافالتضامن الدولي: المحققون يعتدون على احد الأسرى لإجباره على الاعتراف
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 2:27 am من طرف تركيه الخضرى

» تفاصيل مثيرة للجاسوس الذي اخترق القصر الجمهوري وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 1:49 am من طرف تركيه الخضرى

» ميخائيل بار زوهر يتحدث عن عمل "الموساد" وإخفاقاته
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 1:33 am من طرف تركيه الخضرى

» الموساد ـــــ عمليات كبرى» كتاب إسرائيلي يروي تفاصيل اغتيال سليمان وغارة دير الزور
الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 1:18 am من طرف تركيه الخضرى

» تقرير: استخدام ثمانية جوازات سفر ايرلندية في عملية اغتيال المبحوح
الإحسان في رمضان  Emptyالجمعة أغسطس 20, 2010 3:53 pm من طرف اليقين بالله

» علامات على الطريق-أبو جهاد في ذكراه المتجددة!!
الإحسان في رمضان  Emptyالخميس أغسطس 19, 2010 6:03 pm من طرف تركيه الخضرى

» الشهيد القائد محمد أبو النصر.. عندما تجتمع الصلابة مع الوداعة
الإحسان في رمضان  Emptyالخميس أغسطس 19, 2010 6:00 pm من طرف تركيه الخضرى

» صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:40 pm من طرف تركيه الخضرى

» فتاوى متنوعة فى الصدقات
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:33 pm من طرف تركيه الخضرى

» (استفتي قلبك ولو أفتاك الناس)
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:24 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم من استفتى فذكر غيره بما يكره
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:17 pm من طرف تركيه الخضرى

» أحاديث ضعيفة وموضوعة عند المتصوفة
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 9:56 pm من طرف تركيه الخضرى

» المتعة والإيناس في تدبر سورة الناس
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 9:28 pm من طرف تركيه الخضرى

» هـل تـاهـت الْخُـطـى
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 9:13 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم الاحتفال بالمولد النبوى
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:33 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم التهنئة بـرأس السنة الميلادية ( الكريسماس )
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:27 pm من طرف تركيه الخضرى

» ضوابط عمل المرأة خارج بيتها
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:21 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم الاتكاء على اليد اليسرى خلف الظهر
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:04 pm من طرف تركيه الخضرى

» النحت وتصوير ذوات الارواح
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 7:55 pm من طرف تركيه الخضرى

» ياسر الدوسري تلاوة مؤثرة جد
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:33 pm من طرف تركيه الخضرى

» مشاهدة فيديو : تلاوة مؤثره يبكي فيها الشيخ مشاري العفاسي ويبكي المصلين
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:16 pm من طرف تركيه الخضرى

» زفرات مهموم احداث غزة الحويني الجزء 2
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:55 pm من طرف تركيه الخضرى

» زفرات مهموم احداث غزة الحويني الجزء3
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:51 pm من طرف تركيه الخضرى

» أين هم المشايخ من ضرب غزة ؟؟ رد الشيخ ابو اسحاق الحويني
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:41 pm من طرف تركيه الخضرى

» غزة تحت الظلام الشيخ أبو اسحاق الحوينى كيف الحل
الإحسان في رمضان  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:36 pm من طرف تركيه الخضرى


 

 الإحسان في رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الإحسان في رمضان  Empty
مُساهمةموضوع: الإحسان في رمضان    الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 07, 2010 4:55 pm


بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعله لقاءً مباركا مرحوما .. اللهم آمين.
لقاؤنا اليوم سيكون خاتمة لقاءات الدورة الصيفية وعنوانه ( الإحسان في رمضان )، أولاً قبل أن نتكلم عن طريقة الإحسان في رمضان نتكلم عن معنى كلمة الإحسان ما معنى الإحسان ؟
نبدأ أولا عن الإحسان هذه القيمة العظيمة ثم نرى كيف تنفيذها في رمضان، دائما عندما نسمع كلمة رمضان يمر في الخواطر أنك تصور أن الإيمان تقليصا على درجة الإحسان التي هي من مراتب الدين ودائما يظن الإنسان أن مرتبة الإحسان بعيدة عنه أنه يترقى أن يكون مسلم ثم يترقى إلى أن يكون مؤمن ثم يترقى أن يكون محسن وهذا التفكير يَحرم القوم خيراً كثيراً ما وجهه؟
أن العبد يستطيع أن يكون محسنا في تفاصيل حياته حتى إذا جمع التفاصيل في حياته أصبح محسنا مجملا؛ فكأننا نقول أن الإحسان عبارة عن الإحسان في التفاصيل، تحسن في صلاتك، تحسن في صيامك، تحسن في صدقتك فلما تجمع تفاصيل الإحسان تكون محسنا على وجه العموم؛ معناه أن الإحسان عمل يستطيع أن يقوم به الإنسان لكن ما مكانه؟ صحيح أننا لا نطلق عليه محسن إطلاقا لكن يكون أحسن في صلاته أحسن في قيامه أحسن في قراءة الفاتحة، ومثله ولدك عندما يعرف يقرأ الفاتحة وما أحسن في باقي الصور ماذا نقول عنه ؟ أحسن في قراءة الفاتحة، كذلك في الصلاة ممكن تحسن في التكبير، ممكن تحسن في قراءة الفاتحة لكن تتوه في السور الباقية أو تتوه في الركوع أو في السجود.
إذن الإنسان يستطيع أن يحسن وأن يجمع لنفسه نقاط إحسان، إذا استطاع أن يدرّب نفسه على الإحسان في المسائل القليلة أو في المسائل المنفصلة يوفقه الله فيحسن إجمالا في الدين كله
الآن على ذلك ماذا سيكون ما معنى كلمة الإحسان ؟ وأين مكان الإحسان ؟ فأنت وقتما تحسن أين يكون مكان أن تكون محسنا ؟في قلبك، مكان الإحسان قلوب العباد، أي الإنسان بقلبه يصبح محسنا، نبدأ أولاً بتقرير أن رمضان شهر للإحسان فما الإحسان أولا ؟ الجواب: هو فعل ما هو حسن، تفعلي فعلا موصوفا بأنه حسن، هل تعرفون كيف نستعمل كلمة ( أحسنت ) ؟ أي فعلت فعلاً أنت فيه محسنا، يعني أحسنت فعلا، إذن الإحسان فعل ما هو حسن فانظر إلى حياتك كلها وأنت تتقرب إلى الله ستجد أن في كل فعل من أفعالك يمكن أن يُقال لك أحسنت؛ أحسنت قراءة الفاتحة، أحسنت الركوع فعلا، أحسنت السجود وهكذا، فمعنى الإحسان فعل ما هو حسن بطريقة حسنة وهو قربة إلى الله، أي اجتهادك في أن تكون محسنا هذا سيكون قربة إلى الله.
• نرى من النصوص والأدلة التي مدح الله فيها الإحسان:
لأنه كيف تعرف أن الإحسان قربه ؟ لما ترى في كتاب الله أنه مدح الإحسان، هناك نصوص كثيرة ففي سورة الصافات من السور التي كُرر فيها وصف الإحسان مثلا لكن نحن سننظر إلى نصوص أخرى، ورد في الحديث (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء )) أي أنك تستطيع أن تكون محسنا في كل شيء فكل شيء تتقرب له ستجد فرصة للإحسان فيه.
1. من ذلك آية سورة النحل قال الله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} وأي فعل أمر يكون ماذا ؟ عبادة وقربة له، يأمر بماذا ؟ يأمر بالعدل، و يأمر بالإحسان.
إذن الإحسان قربى وعبادة ومعنى ذلك أنك وقت قيامك بالأعمال يُطلب منك أن تتعبد الله بالإحسان فيها، تتقرب إلى الله بالعبادة وتتقرب إليه أيضا بالإحسان بالعبادة .
2. ومثلها في آية سورة البقرة { وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (أحسنوا) فعل أمر وهذا يكفي لأن تعرف أنها عبادة، واعلموا أنكم لو أحسنتم أحبكم الله، فكلما بذلت جهدك في إن تحسن في عبادة أنت تتقرب إلى الله خطوة من أجل أن يحبك، فحصيلة الإحسان محبة الله.
3. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} إذن هذا كله يدفعك إلى الإحسان، سيحبك الله لو أحسنت، سيكون الله معك لو أحسنت، لذلك يجب أن تهتم بالإحسان:
 لأنه أمر وعبادة.
 ولأنه سبب لمحبة الله لك.
 ولأنه سبب لمعية الله لك.
وكفى بهذه الأسباب كفى بها سببا لأن تعتني بالإحسان، ويكفي هذا لأن تعرف أنها عبادة بنفسها، وأن الله عز وجل يحب هذا المحسن، وأن الله سيكون معك لو كنت محسنا. ننظر إلى النتيجة في سورة المرسلات الإحسان ما جزاؤه ؟
يقول الله عز وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، هذا كله لماذا ؟ { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}؛ أي لأنهم كانوا محسنين كان هذا جزاؤهم.
إذن انظري لهذه الأربعة:
1) الله -عز وجل- أمر بالإحسان إذن هو عبادة .
2) الله -عز وجل- يحب المحسنين .
3) الله –عز وجل- مع المحسنين
4) الله –عز وجل- سيجازي المحسنين بهذه الجزاءات العظيمة.
إذن الإحسان أمر رُغّب فيه بالشريعة على كل الأفعال من أجل أننا مقبلون على الموسم القادم - نسأل الله عز وجل أن يبلغنا رمضان - نحن نناقش كيف نكون محسنين في هذا الموسم وإلا فالإحسان لا ينقضي بوقت طوال الوقت مطلوب منك أن تحسن.
 لماذا سنناقش الإحسان في رمضان بالذات ؟
انظري لآية المرسلات ما أولها ؟ {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} وانظري في النحل {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } ، لاحظي أن التقوى أتت مع الإحسان ورمضان ما مقصد رمضان ؟ ما المقصد العظيم ؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فكانت التقوى من أعظم مقاصد رمضان، ومن أعظم مقاصد الصيام، وهذه التقوى إنما تأتي لو أحسنت في الصيام، فأنت لن تصل لأن تكون متقيا إلا إذا كنت محسنا.
لنرى الصلاة من أجل أن تتصور: الصلاة ما أهم آثارها ؟ تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأنت ترى أن هناك ناس كُثر يصلون ثم يقررون في صلاتهم لأن يقعوا في الفحشاء والمنكر وبمجرد ما يسلم من الصلاة ينتقل إلى الفحشاء والمنكر، السؤال خَلَت صلاتهم من ماذا ؟ من الإحسان؛ لذلك الأثر لم يحصل الأثر المنتظر ولم يحصل أنها تنهاك عن الفحشاء والمنكر، في رمضان الأثر المطلوب التقوى ومن أجل أن تخرج من رمضان متقي، وليس متدهوراً حالك، من أجل أن تخرج متقي لابد أن يكون في رمضان حالك أنك محسن في صيامك، ومحسن في أعمالك، فتكون النتيجة أنك تتقي، لذلك انظري في المرسلات أولها: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} آخرها وصفهم { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}، إذن التقوى من لوازمها أن تكون محسنا، وبالعكس طالما أنك محسن النتيجة ستخرج أنك متقي؛ أي الإحسان هو مسبب التقوى فأنت لن تصل من صيامك أن تكون متقيا وتصل للغاية إلا لو أحسنت في الصيام.
لذلك دائما نسأل أنفسنا لماذا يأتي أول يوم العيد وتتدهور حالنا كأننا لم نصم كل الشهر ولا تتأتوا بأعذار ونقول فيها لم ننم البارحة وأننا سهرنا إلى آخر الكلام، لأن من في قلبه التقوى لا يهون عليه أبدا أن ينام على فرض، ما يهون عليه أن يسهر في الليل وما يوتر، ونحن بعد أن ننتهي أول يوم العيد نجد ثاني يوم نرى أنفسنا أننا لم نصلي الوتر، بعد قيام طويل حتى الوتر ممكن أن يفوت علينا! هذا لا يمكن أن يكون حال المتقين لأن المتقي زاد يقينا، أي وصل إلى يقين أنه سيلقى ربه، والشخص لما يتقي وصل إلى اليقين أن يلقى ربه فيتقي كل ما يغضبه ويتقي كل حال تبعده، فأصبح يحب الله ويعرف ماذا يعني أن الله يحبه فيتقي أن يُحرم من هذا الحب، فمن غير المعقول أن يكون طيلة الشهر كان متقيا ومرة واحده ينقلب ويكون غير متقي !!
ثم أنك تعلم يقيناً أن الإيمان يزيد وينقص، ولما يزيد الإيمان معنى ذلك أن العمل الصالح الذي تعمله سبّب لك زيادة الإيمان فغدا ماذا يحصل ؟ مثلا: اليوم أول يوم في رمضان صام الناس وعملوا عملا صالحا المفروض ماذا يفعل بك ؟ زاد الإيمان فالمفروض أن يكون اليوم الثاني أفضل من السابق، واليوم العاشر أحسن من اليوم الواحد، لأنك جمعت من الأعمال الصالحة فجمعت إيمان فزادت فيك قوة العمل الصالح، فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فالمفروض لما أصل ليوم عشرين يكون زاد إيماني ومن ثم زادت أعمالي، لكنك ترى المنحنى يأتي إلى فوق أم إلى تحت وينكسر ؟! معناه أنه لم يزد إيماني وأن هناك خلل في الطريق الذي نسيره، ما الخلل ؟ ترك الإحسان هذا هو الخلل.
لذلك من المهم جداً أن تعرف كيف تقضي يوما صائما وأنت محسن، محسن في صيامك، ومحسن في قضاء ساعات يومك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الإحسان في رمضان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإحسان في رمضان    الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 07, 2010 4:58 pm

o الآن لماذا نقول الإحسان في رمضان ؟
لأن هذه العبادة هي التي تسبب لك زيادة الإيمان، وإذا زاد الإيمان أول يوم زادت الأعمال ثاني يوم وإذا زاد الإيمان زادت الأعمال وهكذا، فأنت في منحنى مرتفع مستمر في منحنى الزيادة لكن أن تصل للوسط وتجد نفسك منقطع عن ذلك فهذا معناه في خلل في طريقتك وأنت تسير.
o نرى الآن أقسام الإحسان : الإحسان ينقسم إلى قسمين
أ‌- الإحسان في عبادة الخالق.
ب‌- والإحسان في عبادة المخلوقين.
كِلا الطريقين في رمضان يسير واضح أما الإحسان إلى المخلوقين هذا أمر ترى أبوابه مفتوحة من جهة إفطار الصائمين ومن جهة الإنفاق، وقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم وإنفاقه وجوده كالريح المرسلة بمعنى ماذا ؟ له قوة في الإنفاق فما يبقى عنده شيء من كثرة الإنفاق، وأنت في رمضان وهناك نوعين من الإحسان، الإحسان في عبادة الله والإحسان لخلق الله.
نبدأ بالإحسان في عبادة الخالق لأن على أساسه سيكون الإحسان إلى خلق الله، لكن افهم وأنت في رمضان أنك بين نوعين من الإحسان: الإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى عباد الله، نبدأ في الإحسان في عبادة الله سيكون: في القصد وفي العمل وفي الوقت.
أي أنك ستكون محسنا في عبادة الله في القصد (نيتك) فأول الإحسان واهمة التفتيش في هذا القلب، ثم يأتي عليه الإحسان في عملك ثم في تفريق ذلك في أوقاتك، يعني ما يأتي وقت وتنقطع عن صفة الإحسان بل ترى يومك كله مكانا للإحسان، نرى المسألة بالتفصيل أكثر:
الإحسان في هذا الحال تحتاج:
1. أن تهذبه بالعلم.
2. وتبرمه بالعزم.
3. وتصفيه من العقم.
اعمل ثلاثة أشياء: هذب عملك سواء كان في قصدك أو أثناء العمل أو الوقت.
o نبدأ بتهذيبه بالعلم: ما معنى تهذيبه بالعلم ؟
أي أن كل عبادة تريد أن تقوم بها لا بد أن تعطيها حقها في معرفتها، في تعلمها، لا تكن مقلداً في شيء من الأعمال، وانظر مثلا لتقليد أناس كثيرين في مسألة العمرة فترى أخطاء متكررة في العمرة وسببها أن الناس يذهبون ويعودون ما بهم ؟ مقلدين، هذا جزء من المقصود لكن الجزء الأعظم أن تهذب عملك بالعلم عن الله، فكلما زدت علما عن الله كان عملك أحسن، لأنه ما هو الإحسان الآن ؟ أن تستشعر وقت الصيام أن الله إليك ناظر، وعليك مطلع، فإلى قلبك ناظر (( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ))، فإن وجد في قلبك حب لطاعته، فرحا بقدوم الشهر؛ فرحا أن أحياك إلى أن وصلت له، إذا نظر إلى قلبك فوجد تعلقك ورجاؤك به أن يقبل منك، إذا نظر إلى قلبك ورأى ذلا وانكسارا بين يديه سبحانه وتعالى، هذه كلها أمور يجب أن تكون بقلبك من أجل أن تكون محسنا لكن متى سيأتي هذا ؟ كلما ازددت علما عن الله كلما كان قلبك ساحة عملك.
لكن المشكلة أنّ كل تركيزنا على خطط عملية وهذه الخطط لا بأس مهمة ولذلك نحن نقول أبرِمه بالعزم، لكن قبل أن تكلم عن هذا نقول: أنت مقبل على من ؟ لابد أن تعرف من أسمائه وصفاته مما يجعلك معلقا به وذليلا بين يديه، لأن في كثير من الأحيان نقوم بالعبادات ونشعر كأنه همٌّ وانطرح عنك والله ينظر إليك وأنت تراه هما وانطرح منك، وأنك ارتحت منه، فيعلم هذه المشاعر ومطلع عليها، فانظر لسوء الأدب مع الله.
لذلك العبد يفقد كثيرا من عزمه وقوته التي ابتدأ بها لأنه كأنه يعبد الله متخلصا من العمل، وهذه مشاعر التخلص لا تأتي إلا من الشيطان عندما تتركها تستقر بقلبك والله ينظر إليك لست مجاهدا ولا باذلاً أن تطردها، ومن ثمَّ أين يأتي الإحسان ؟!
لما أتكلم عن بر الوالدين مع الفارق الشاسع لكن فقط من أجل أن تتصور، لمّا يخدمك ابنك ويشعر أن خدمتك همٌّ عليه، ويرمي لك الكأس ويدفع لك الأشياء هو قام بالعمل تمام القيام، لكن كله مشاعره أن : "خلصنا"! مشاعر الضجر فما مشاعر رضاك أنت عنه ؟ أنت لست راض، لم لست راض مع أنه قام بعمله ؟ لأن هذا الضجر لا يناسب البر، لا يناسب الإحسان إلى الوالدين ولا تكون محسنا بذلك، لأنك وإن عملت العمل مجردا لكن في قلبك الضجر، ولله المثل الأعلى عبد يتعبد للملك الذي هو على كل شيء قدير، الذي أغناه وأقناه، وأعطاه ورزقه من كل ما يريد، لما يأتي يعبده لابد أن يكون ذليلا فرحا أن فتح له الباب وإلا كثيرون محرومون من هذا الباب، فعدم شعورك أن الفضل لله أن هداك، وأن الفضل لله أن عصمك من الانحراف، وأن الفضل لله أن جعلك على بابه وليس على باب أحدا غيره، وأن الفضل لله أن قوى بدنك على القيام بالأعمال ، تنسى هذا كله ثم تقوم بالعمل وتدفعه إلى الله دفع المتضجر ؟! وهو ينظر إلى قلبك وأنت في هذه الحال، فعلى هذا لا تستحق لا وصف أنك محسن ولا وصف أنك متقرب ذليل، بل وصف عبد أتى إلى مولاه ومالكه وخالقه فأساء الأدب معه.
إذن هذه الحال حتى تطردها من قلبك لأن الشيطان يأتي بها، يأتي عليك كأن هماًّ وقع على قلبك فعند القيام بالأعمال فماذا تفعل ؟ الزم الاستعاذة فعدوك عدو الإحسان.
أي أن الشيطان إذا ما استطاع معك أن يكسّلك عن العمل الصالح لا بد أن يُفقدك الإحسان؛ ولذلك انظري من أول التراويح إلى آخرها كم خطة عمل كتبتها للغد؟ كم من مشاريع دارت هنا ؟ كم من مجالس شورى تعاونت أنت بها مع الشيطان ؟ كثير، ولماذا ؟ لأنه ما ثقَّل قلبك عن القيام يثقل قلبك عن الإحسان.
فقبل أن تدخل على هذا الشهر المبارك ابذل جهدك لأنه لم يبقى إلا أيام، امسك هذه الأيام واقرأ وتعلم عن الله، اقرأ وتعلم عن المَلِك، تعلم عن الملك العزيز الجبار المتكبر، لابد أن تفهم ما معنى أن تسبحه وتنزهه سبحانه وتعالى، لا بد أن تفهم أنك في قبضته محيط بك بل السماوات والأرض في يمينه كخردلة في يمين أحدكم، لا بد أن تعظمه كما ينبغي له من تعظيم وإن كان مهما عظمته {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ، لكن لابد أن تحرك القلب بالعلم عن الله فالإحسان لا يأتي إلا عندما تعرف أنت تعبد من ؟ تعبد العظيم القريب المطلع المحيط الباطن، كل هذا العلم يجعلك ماذا تفعل ؟ تهذب قلبك فيصبح قلبك ميدان المجاهدة وليس القيام بالعمل فقط ميدان المجاهدة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الإحسان في رمضان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإحسان في رمضان    الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 07, 2010 5:01 pm


 انكب هذه الأيام على العلم عن الله، هذِّب نفسك وهذِّب قلبك بالعلم عن الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا، اسمع عنه، افهم من هو، لابد أن تتصور حالك وأنت بين يديه ذليل وكيف أنه ينظر إليك ويطلع عليك ويرى ما في قلبك ويعلم إن كنت فرحا مقبلا بعبادته أم متثاقلا متكاسلا وأنت مقبل عليه، إذن إذا هذبت قلبك بالعلم وأول العلوم وأشرفها العلم عن الله أتى بعد ذلك أن تتعلم كيف تتعبد، ابذل جهدك أن تعرف تفاصيل ما تقول.
- سنبدأ أولا بالكلام عن الفرائض:
أي : وأنت تقوم بهذا العمل لابد أن تهذب عملك بالعلم، ما معنى ذلك؟ أي اعلم أنه لا محبوب أكثر عند الله من الفرائض حتى لا يحتال عليك الشيطان، انظروا إلى أنفسنا ونحن نصلي العشاء ونصلي التراويح، انظروا عندما يصلي الناس في مساجد ولا يدركون العشاء ويدركون التراويح ماذا يفعلون ؟ ينقرون صلاة العشاء نقرا ! فلا خشوع ولا طمأنينة من أجل أن يدركوا التراويح، فالآن الشيطان أدخلهم في مهزلة لأن لا يوجد علم فما هُذّب العمل بالعلم، العلم ماذا يقول ؟ اجمع كل قوتك في الفرائض لأنها أحب الأعمال إلى الله، بمعنى أن نهار رمضان مكان عظيم للإحسان، لا تنام ثلاثة أرباع اليوم لتجمع نفسك للقيام !! لا، لأن نفس النهار هذا مكان للمجاهدة، مكان للعمل الصالح، ومكان القيام بالأعمال -الأعمال القلبية والأعمال البدنية- مكان عظيم، لكننا ماذا نفعل ؟
نترك وقت القيام بالفريضة -وهي الصيام- نتركه مهملا ولا نملؤه بالأعمال الصالحة ونؤجل كل جهدنا لليل، كيف ذلك ! بل النهار فيه نوافل، وفيه صلاة الضحى، وفيه الجلوس لذكر الله -عز وجل-، وفيه الوقت المبارك من بعد الفجر إلى الظهيرة وهذا أطول وقت عندك فأين أنت من تدبر القرآن ؟ وأين أنت من تلاوته ؟ هل يصح أن كل شيء تؤجله لليل ؟!
فالنهار هو وقت القيام بالفريضة وهو وقت الصوم والصوم يحتاج منك قلب حاضر وليس قلب نائم هو والبدن، فهذا كله يقلل من وقت احتسابك للعمل، نحن نقول لا بأس خذ وقتك في أن تنام ولكن أن تأخذ وقتك إلى أن يصحيك أحد للظهر الساعة 2! وهذا للأسف الذي يحصل.
فالناس يظنون أن النهار لا بأس أن نقضيه نوما، نكون بذلك خسرنا الوقت الفاضل في يوم رمضان، ما هو الوقت الفاضل في رمضان ؟
هو وقت قيامك بفريضة الصيام وهي أحب الأعمال، المفروض أن يكون في وقت أحب الأعمال أجمع ما يكون فيه قلبك، وهذا لا يمنع النوم لكن ليس بهذه الصورة التي نراها لابد أن تكون نشطا في وقت كاف قبل صلاة الظهر، وأيضاً صلاة الضحى أين ذهبت ؟!
المفترض هذه كلها أوقات تنتفع بها، وانظر لشخص استيقظ من النوم و ذهب يصلي الظهر، ما حالته ؟ في الصلاة لا زال يتثاءب لم ينتهي من نومه بعد، جاء عند الفريضة فماذا فعل بها ؟ أنهكها.
فالمفروض أن تجمع قلبك، وتذكر الله -عز وجل-، وتلزم لا حول ولا قوة إلا بالله، وتطلب منه الحول والقوة إلى أن تقوم إلى سنة الظهر، وإلى أن تقوم إلى فريضة الظهر، وإلى أن تصلي ما بعدها من سنن كل هذا لا يمنع أن تأخذ في الوسط راحة لكنها الراحة التي ترى من ورائها جدّا وليس الراحة التي مسموح لك بهذا كله! يستثنى من ذلك المرضى وحالات إلى آخره.
بل نحن نتكلم عمن رزقهم الله الصحة والشباب، ومن رزقهم الله الصحة والطاقة، هذا كله يجعلك شاكراً أكثر من غيرك، بما أن الله رزقك الصحة ورزقك الخدمة، فهناك كثيرون مخدومون في بيوتهم فيقومون يخترعون من تحت الأرض فكرة ليطبخوا اليوم كذا وكذا لماذا ؟! هذا النهار شريف في حكم الصيام ونحن عيونا كلها في رمضان على الليل، والنهار عندنا فقط حتى يأتي المغرب لنتخلص!
الوقت الشريف في الأصل هو وقت قيامك بالفريضة هذا أشرف وقت عندك، فما بالك تحبس نفسك عن الانتفاع بوقت الفريضة ؟!
ثم لما يأتي هذا الليل لك منه النصيب الأعظم في التقرب والتعبد، لا بأس لكن ابدأ أولاً لما تتعلم ولما تهذب عملك بالعلم، ألا تريد أن تحسن ؟ لا أحد يحسن بلا علم، لما تريد أن تحسن افهم أن أول شيء تقوم به الآن في رمضان أن تكون عينك على الفرائض (فريضة الظهر، فريضة العصر، فريضة المغرب، فريضة العشاء، فريضة الفجر) هذه قم بها وأجْمع ما يكون قلبك، حتى الآيات التي تريد أن تقرأها في الفريضة لو استطعت أن تقرأ معناها قبل أن تقرأها، لا أن تقف وأنت تصلي الذي قرأته أمس وأول أمس نفس الشيء فتقرأه تلقائيا لا تدري ما تقول، وهذا الذي يحصل كله إهمال فاجعل رمضان نقطة تغيير لنفسك، ثم اعلم أن كثيراً من الفرائض لما يُحسن فيها تـُفتح أبواب النوافل
فيعطيك الله القوة والعافية أن تقوم بالنافلة، لا يوجد شخص يضع عينه على النافلة والفريضة ما قام بها !!
ما إن تقول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، وأنت جامع قلبك إلا ويعطيك الله على قدر صدق استعانتك، فأول الأمر وأهمه أن تكون عينك على الفرائض.
س/ ما الفرائض التي تقوم بها برمضان؟
1. نهار رمضان تقوم فيه بفريضة الصيام.
2. ثم الصلاة في كل اليوم.
هذه الفريضتين ابذل جهدك أن تصل بهما إلى أعلى درجة بالإحسان، فلا تضيع وقتا أبدا في الوسط إلا وأنت قلبك متعلق به.
س/كيف أحسن في النهار ؟
كلما تذكرت أنك صائم كن لربك راغبا، أي اقفز بقلبك إلى الله وافزع إليه، اطلب منه أن يقبلك، اطلب منه أن يعينك، واطلب منه أن يجعلها كفارة لما مضى من أعمالك، اطلب منه يثقل بها ميزانك، وكلما تذكرت أَعِد نفس الأمر إلى أن ينظر الله إلى قلبك وقد أحسنت صنعا؛ لأن هذا المكان الذي ينظر الهو إليه صحيحٌ أنك مانعٌ نفسك من الأكل والشرب لكن قلبك الذي يعبد، قلبك الذليل، قلبك المنكسر، قلبك يريد الرضا، قلبك الذي يطلب المنزلة العالية عند الله، لابد أن ينظر الله إلى قلبك وأنت أشدّ شوقاً إلى رضاه، فكلما تذكرت أنك صائم افعل العملية هذه من جديد، وكلما زادت هذه العملية التي عملتها كلما بلغت درجة الإحسان في هذه الدقيقة التي أحسنت فيها، فأنت تجمع دقائق طويلة وكلها فيها إحسان فيبارك الله لك، وبهذه الطريقة يزيد الإيمان.
لا تقل: ( لا أحد يذكرني أني صائم من أجل أن لا أشعر بالجوع! ) بل المفترض أن تشعر بالجوع من أجل أن تقول: ( يا رب أنا أتقرب إليك بهذا الجوع، ارضَ عني فقط )، لابد أن ينظر إلى قلبك مشتاقا إلى رضاه، ولابد أن ينظر إلى قلبك وأنت تريد أن تثقل ميزانك في الآخرة، كل تفكيرك أن هذا الصيام سبب لإبعادك عن النار، كل تفكيرك أن هذا الصيام سبب لتثقيل ميزانك يوم القيامة، تلقى الله فيجازيك جزاءً لا تحتسبه، لماذا ؟ على قدر إحسانك يكون الجزاء فتخيل أنك عامل، ناصب، أنك متعب لأي سبب، لابد أن يكون قلبك معلق رغم هذا الجهد كله لكن انتظر معه الأجر الكبير من الله عز وجل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الإحسان في رمضان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإحسان في رمضان    الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 07, 2010 5:05 pm

إذن اتفقنا الآن على خطوتين:
 الخطوة الأولى: هذِّب عملك بالعلم، وأول العلم أن تملأ قلبك علماً أنت تعبد مَن ؟ وردد على ذهنك أنه سميع بصير قريب مطلع، أنه سبحانه وتعالى محسن يحب المحسنين، أنه سبحانه وتعالى سيدينك يوم الدين ويحاسبك على ما فعلت، فأنت تحمل همّ لقائه ما بينك وبينه ترجمان يسألك فتجيبه، فهذا كله تحمله فتحضر مِن الآن للسؤال جوابا.
 الخطوة الثانية: هذِّب عملك بالعلم بأن تعرف أن الفرائض تسبق النوافل، فعنايتك بالفرائض والإحسان فيها أهم من عنايتك بالنوافل.
وفي ثنايا كلامنا عن الفرائض تكلمنا عن الصيام والصلاة، نعيد الكلام عن الصلاة لأهميته، نقول: ضع في ذهنك دائما وأنت داخلٌ إلى صلاة الفريضة أنها آخر صلاة وأنك تريد أن تُحسن ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فاقرأ الفاتحة ما استطعت وأنت جامع قلبك ولا تكرر السور التي تقرأها كل يوم، وراجع قبل أن تدخل صلاة الفرائض سورة من السور المحفوظة سابقاً كما ينبغي لتقرأها و أنت جامع قلبك، واجتهد أن يكون تسبيحك في الركوع مفهوم وتفهم ما معنى أن الله عظيم، ويكون تسبيحك في السجود مفهوم ما معنى أن الله الأعلى، ويكون مفهوم في سجودك أنك بين يديه ذليل، أنك إليه فقير، أنك تطلب منه أن يقبلك، فهذه أول الطلبات وأهمها.
فالمقصود أن تعتني بالفرائض أشد العناية، ويأتينا بعد ذلك النوافل التي هي من فضل الله وكرمه، فالنوافل مِنّة فإن أتتك المنة لا تبخل على نفسك، أكثِر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فلو لك تكن تصلي الضحى فصلّ الآن، ولو لم تكن توتر طوال السنة فأوتر الآن، قم الليل، صل السنن وحافظ عليها، اشعر أن تضييعك للسنن كأن عبدًا أُهدي إليه هدية فدَفَعَها ! واشعر أنك محروم عندما مَنّ عليك الله بباب للقربى، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم به وأنت فرطت به، لكن لا تنس التوازن أولاً الفرائض ثم هذه النوافل التي هي نعمة من الله، ثم يأتيك الأمر العظيم الذي هو من أعظم أسباب زيادة الإيمان و هو تدبر القرآن، وهذا التدبر في شهر القرآن شهر الإحسان من أعظم الأعمال التي تزيدك معرفة بالله فأنت عبد لا تنقطع عن المعرفة، فَقَبْل أن تدخل رمضان تعلم عن ربك، وطيلة الشهر وأنت تزداد علما عنه بأن تخصص لنفسك وقتا للتدبر.
• وهذه إجابة سؤال دائما يتكرر -والله عليم بالصواب-: هل أقرأ كثيرا و أختم أم أتدبر فيطول علي المقام ؟
نقول: اعمل الاثنين معا: اجمع ما استطعت في الإحسان سبيلا، اجعل لك وقت يكون هدفك فيه تكرار ختم القرآن فيه، لأن تكرار الختم يُسبب لك سهولة ويسر القرآن عليك، كلما كررت القرآن كلما زدت تنبّها، وهذا لا يعني أنك مغمض عينيك أثناء القراءة أو أنك تترك التدبر! لأن هناك فرق بين كلمة التدبر وكلمة الفهم، الفهم أن تكون على علم بأن الله كلمك عن نوح –عليه السلام-، وعن هود –عليه السلام-، ليس أن تقرأ وأنت لا تعلم أصلًا هذه قصة مَن! فإذا كنّا نقول لك: (اجعل لك ختمة تسرع فيها) لا يعني أنك لا تفهم ما تقرأ، لأن هناك فرق بين التدبر والفهم، التدبر هو حالة مثل التي عشناها خلال الأسبوع ونحن نقرأ قصة أصحاب الجنة، نعيد فيها ونأتي بالكلام من الآخر إلى الأول، لاحظنا أن فعل (صرم- صارمين) لهما علاقة ببعضهما، فهذا هو المقصد من التدبر، لكن الفهم هو أن تفهم كل آية تقرؤها لا أن تضيع وتسرح وتجد لسانك يقرأ وعقلك يخطط! هذا يكاد صاحبه أن يكون لاعباً، فاحذر من هذه القراءة.
يقول البعض: ( عندما أجد نفسي أسرح أغلق المصحف ) ! نرد عليه فنقول: ألا يوجد استعاذة من الشيطان الرجيم ؟! ألا يوجد تحصن بالله أن يدفع عنك العدو ؟! ألا يوجد عزم أن تدفع الأعداء ؟! تمكّن منك وأنت تستسلم له ؟! اجعل الله ينظر لك وأنت تجاهد؛ ولذلك المجاهدة من أخص صفات المحسنين قال تعالى في آخر آية في سورة العنكبوت { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ، فهذا معناه أن طريق الإحسان هو المجاهدة، فلمّا تجد نفسك ضعت ولم تعرف هل الآية تتكلم عن نبي الله نوح أو هود أو الكلام عمّن، ُعد إلى الوراء واقرأ من البداية إلى أن تصل مَن هو ؟ وإلى أن تعرف ما يجعلك مركزا فنحن لا نتسابق بل يُقال لك { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } ، والمغفرة لا تكون إلا وأنت تُحسِن ما تقرأ، فالإحسان في قراءة القرآن درجتان:
1) درجة يفهم صاحبها ما يقرأ وهذه الأصل، وليس أن يكون ضائعًا لا يعرف ما يقول.
2) والثانية يقوم صاحبها بعبادة التدبر، يفهم أنه انتقل من هذه السورة، وأن هنا الكلام عن قارون وهامان وما الجامع بينهما فهذا هو التدبر الذي هو الدرجة الأعلى، وهذا لا بأس من البطء فيه فالمهم النتيجة.
لكن في الدرجة الأولى لا تفهم أن المقصود أن تجري وأنت لا تدري فهذا غير مقبول، لا بد من الإحسان والفهم فإن لم تستطع فالزم الاستعاذة، افتح القرآن وحارب عدوك واعلم أن الله -عز وجل- ضعّفهم وحبسهم في رمضان، فبقي عليك أن تحارب نفسك فحارب هوى النفس الآن، عدوك من الداخل فحاربه وادفعه.
إذن اتفقنا على أربعة:
1. تعلم عن الله.
2. اعتن بالأولويات، أي بالفرائض.
3. اعتن بالسنن النوافل.
4. تعلم كيف تقرأ القرآن.
فمثلاً تكون نائمًا ويوقظك الله الساعة التاسعة فتقول: ( بعد قليل أقوم لأصلي الضحى ) إلى أن تصل الساعة 12 ويأتي الظهر فتقول: ( صلاة الضحى سنة! ).
o نأتي الآن إلى إبرامه بالعزم:
س/ كيف تكون محسنا ؟
أبرم العمل بالعزم، نعمة أن الله أيقظك وعندك القوة والطاقة وسعة من الوقت فأبرم العمل بالعزم، الإبرام بالعزم فيه ضعف شديد عندنا مع أن الله قد صفَّدَ عنا كبار الشيطان، لكن بقي علينا -كما ذكر أهل العلم- صغارهم، ونحن عندنا الكسل، لذلك لابد أن تعالجه بالإبرام، قال تعالى: {فَأولَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} ، هذه خطة لك لتعرف كيف تكون من أهل العزم:
يقول الشيخ السعدي رحمه الله :
ندبهم تعالى إلى ما هو الأليق بحالهم، فقال: {فَأولَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} أي: فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم، ويجمعوا عليه هممهم، ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله تعالى وعفوه.
فهُم طلبوا أن يجاهدوا وتركوا العمل المفروض عليهم، مثل ما تجلس في وقت الضحى والمفروض أن تصليها فتقول: ( اليوم إن شاء الله أصلي 21 ركعة، اليوم إن شاء الله أختم بعد المغرب )، نقول لك: اترك ما هو بعيد وفكر في الآن، هذه أصلا إحدى حيل النفس والشيطان.
قال: { فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ } أي: جاءهم الأمر جدّ، وأمر محتم .
وهذا وقت قيامك بالعمل.
ففي هذه الحال لو صدقوا الله.
نريد أن نعرف ما معنى أن يصدق الشخص الله عز وجل ؟
بالاستعانة به ثم ببذل الجهد في امتثاله.
أي حتى تصدق في عزيمتك، فالعزم يعني أن تستعين وتبذل، والاستعانة هي العبادة العظيمة المفقودة في الغالب، فتقوم تتوضأ وتلبس ملابس الصلاة، ثم تذهب وتأتي حتى الساعة 12 وتتصل، فخرج وقت الضحى. لم هذا يحصل ؟ لأن هناك بذل جهد لكن الاستعانة غير موجودة. أحيانا تأتي مشاعر أني أستطيع وسأفعل، سأقوم وأعاند نفسي وأصلي، ثم أجد نفسي تائهة لا أدري أين أنا ذاهبة، لذلك كلمة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) كنز من كنوز الجنة لأنها تجعلك صاحب قوة للقيام بالأعمال، لأنك تقول: ( لا حول لي ولا قوة على عبادتك يارب إلا أن تعطيني الحول والقوة ) فكلما أقبلت على وقت فاضل للقيام بالعمل لا يفتر لسانك عن قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله) فتكسب أمرين:
الأمر الأول: كنز من كنوز الجنة، أنه ذكر مبارك.
الأمر الثاني: تدب فيك القوة والنشاط بما يناسب قوة تعلقك بالله، فترى أمراً عظيماً قضاه الله بأن أعطاك الحول والقوة.
ولا يقع في قلبك شكٌ أنك إذا تعلقت به خذلك! قل ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، الزمها كلما أقبلت على عمل سواء في أمر الدنيا أو الدين، وانظر آثارها على كل الحياة، وكلما استصعبت أمرا الزم ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) واجعل قلبك قبل لسانك ذليلا عند الله، كن صادقا محسنا في قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، ليست كلمة على اللسان ! بل قل: أنا لا أستطيع أن أقوم بعمل لو ما أعطيتني يارب الحول والقوة، لا أستطيع أن أحرك ساكنًا ولا أسكن متحركًا لو لم تمنحني الحول والقوة، أنا العبد الضعيف وأنت القوي الذي تمد عبادك بالحول والقوة إن أردت، مُدَّني يا رب بالحول والقوة، فَوَقت ما تقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) عيّن في قلبك ماذا تريد، على ماذا تسأل الله الحول والقوة ؟ اجعلني من المحسنين في صلاتي، في قراءتي، وفي العمل؛ لذلك كرر بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وفي المقابل بذل الجهد في امتثالهم.
Sleep
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الإحسان في رمضان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإحسان في رمضان    الإحسان في رمضان  Emptyالسبت أغسطس 07, 2010 5:17 pm

{لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} من حالهم الأولى، وذلك من وجوه منها: أنّ العبد ناقص مِن كل وجه، لا قدرة له إلا إن أعانه الله، فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.
يقال : لا تفكر في أمر لم يحل بعد، فلا تجلس مثلا في الفجر وأنت تفكر ماذا ستفعل في الليل بالقيام، بل الآن ركز في العبادة الحالية، لماذا ؟
ومنها: أنّه إذا تعلّقت نَفْسه بالمستقبل، ضَعُف عن العمل بوظيفة وقته، وبوظيفة المستقبل.
فعندما تفكر بالمستقبل لا تقوم بالذي أنت تقوم به الآن ولا بالمستقبل.
أما الحال فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره، والعمل تبع للهمة.
أي أن عقله وهمته انتقلت من صلاة الظهر إلى صلاة العصر.
وأما المستقبل فإنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يُعان عليه.
إذن تعبد الله -عز و جل- كل وقت بوقته.
ومنها: أنّ العبد المؤمِّل للآمال المستقبلة، مع كسله عن عمل الوقت الحاضر، شبيه بالمتألي الذي يجزم بقدرته، على ما يستقبل مِن أموره، فأحرى به أن يُخذَل ولا يقوم بما همّ به ووطّن نَفْسه عليه.
أي أن شخصا كسولاً يقول: ( في الليل، أو في المستقبل، بعد المغرب سأفعل كذا وكذا ) نقول أنّ هذا شخص يجزم أن عنده القوة، فافعل ما أردت فعله الآن إن كان لك قوة!
إذن إبرام العزم يكون وقتيا حاليا،كل عمل بوقته، كيف تبرم عزمك ؟ بالاستعانة والإقدام على العمل.
فالذي ينبغي أن يجمع العبد همّه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر ويؤدي وظيفته بحسب قدرته ثم كلما جاء وقت استقبله بنشاط وهمّة عالية، مجتمعة غير متفرّقة، مستعينًا بربّه في ذلك، فهذا حري بالتوفيق والتسديد في جميع أموره.
تبرمه بالعزم أي تجمع قلبك على عبادتين:
1) الاستعانة.
2) وبذل الجهد على وظيفتك الآن.
لما تقوم الفجر وتصلي سنتها وتصلي الفرائض ثم تجلس تذكر الله، الوظيفة الآن هي الذكر، لا تقل: ( في الليل افعل كذا وكذا ) بل اجمع قلبك على الذكر الحالي ولا تقل: ( أنا بعدما أنتهي من المصحف سأفعل كذا وكذا ) تتكلم عن الخطط المستقبلية ! و عندما تفرغ اطلب من الله أن يعطيك الحول والقوة فتفتح المصحف وتقرأ، أول ما تفرغ اطلب من الله الحول والقوة أن تصلي ركعتين، كل عمل بعينه من أجل أن تجمع قلبك على الإحسان لأن أحد مظاهر الكسل أن تتأمل أن تفعل العمل في المستقبل وأنت تارك للوظيفة الحالية.
قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: " أَنّ الرّجْلَ إذَا حَضَرَتْ لَهُ فُرْصَةُ الْقُرْبَةِ وَالطّاعَةِ فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي انْتِهَازِهَا وَالْمُبَادَرَةِ إلَيْهَا وَالْعَجْزِ فِي تَأْخِيرِهَا وَالتّسْوِيفِ بِهَا وَلَا سِيّمَا إذَا لَمْ يَثِقْ بِقُدْرَتِهِ وَتَمَكّنِهِ مِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِهَا فَإِنّ الْعَزَائِمَ وَالْهِمَمَ سَرِيعَةُ الِانْتِقَاضِ قَلّمَا ثَبَتَتْ"
لذلك جمعها على نفسك في نفس وقت العمل
"وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ يُعَاقِبُ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابًا مِنْ الْخَيْرِ فَلَمْ يَنْتَهِزْهُ بِأَنْ يَحُولَ َبَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ فلا يُمكّنه بعد مِن إرادته عُقوبةً له، فَمن لم يستجب لله ورسوله إذا دَعَاه حَالَ بينه وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ فَلَا يُمْكِنُهُ الِاسْتِجَابَةُ بَعْدَ ذَلِكَ".
حتى تفهم المسألة: لو تركتِ اليوم سنة المغرب لسبب غير مقبول، أو لسبب لا قيمة له، ثم تركتِ سنة المغرب غداً وبعد غد وبعد غد، تركتِ باختيارك، بعد ذلك لن تستطيعي القيام به، يمنعك الله بمانع ليس في يدك تغييره { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ، لذلك ابن القيم يقول لكSad أَنّ الرّجْلَ إذَا حَضَرَتْ لَهُ فُرْصَةُ الْقُرْبَةِ وَالطّاعَةِ فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي انْتِهَازِهَا ) وإذا لم ينتهزها فالله يعاقبه (بِأَنْ يَحُولَ َبَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ فلا يُمكّنه بعد مِن إرادته عُقوبةً له، فَمن لم يستجب لله ورسوله إذا دَعَاه حَالَ بينه وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ فَلَا يُمْكِنُهُ الِاسْتِجَابَةُ بَعْدَ ذَلِكَ )؛ فمن أجل أن تكون محسنا لا بد أن تعتني بكل الفرص التي تأتيك، معنى ذلك أنك ستهتم بالإحسان طيلة الوقت، فكل ما أتتك فرصة اجمع قلبك على قراءة الفاتحة محسناً، على التكبير محسناً، لأنك إذا تركت جمع قلبك وأنت مختارٌ كسلان غداً لن تستطيع أن تجمعه، لن تأتيك فرصة الجمع، وهذا من مكائد الشيطان، فلو صليتِ الظهر جيدا و جمعتِ قلبك ووجدته يأتيك في صلاة العصر يقول لك: ( يكفيك الظهر، أحسنتِ بما فيه الكفاية ) هذا الكلام سببه أنّ الإنسان يرى أن الإحسان تفضل منه، أي أنه لا يلزمه الإحسان، فقط قم بالعمل وارمِه ! كأنه ليس مطلب وعبادة وقربى ! لأن للعبد ما له من صلاته إلا ما يعقل، فإذا ما كنت محسنًا والجزء الذي أنت فيه ما تعقله فليس لك، فمعنى ذلك أن العبد لا بد أن ينظر إلى مسألة الإحسان وجمع القلب وقت القيام بالعبادة على أنها نعمة من الله يجب اغتنامها.
يجب أن تستجيب لله، بما أنه أتتك فرصة لجمع القلب فاجمعه، سيكون سببًا لاستمرار إحسانه إليك، وإعطائه سبحانه وتعالى لك الحول والقوة أن تجمع قلبك في الفرض القادم، فالآن تمكنت من الإحسان وعقلك صافٍ اجمع قلبك على الإحسان سترى أن من عطاياه أن يجمع عليك قلبك منّةً مِنه، ولذلك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، الآن وأنت في رخاء، اجمع قلبك، ابذل جهدك، ستأتيك الشدة وقت المغرب، المغرب من الشدائد التي نمر بها، وقتما تشعر أنك ضائع تجد أن الله لمَّ عليك شعث قلبك لأنك كنت محسنا، فلا بد أن يكون جزاء الإحسان الإحسان، ويجمع عليك قلبك، ويفهمك، ويجعل قلبك أرق ما يكون، كلما سرت في طريق الإحسان زاد القلب رقة و انتفاعا.
o بقي علينا الأمر الخطر وهو : ( تصفيته من العقم ):
الإنسان يأتي بحسنات أمثال الجبال، ثم يقع من أنواع الكبائر ما تهلكه وتهلك هذه الحسنات، فانظر إلى جريمة مثل جريمة المَنّ، كثير من الناس أعطاهم الله -عز وجل- حُب للإحسان إلى العباد، عندهم مال وفرص، ويستطيعون أن يحسنوا، دائما تجد بيوتهم مفتوحة لكن قلوبهم ممتلئة مَنّا على الناس، فانظري إلى جبال الحسنات كلها تذهب بهذا المن، انظري عندما يكون شخص عنده بستان وكله خضرة ثم تصيبه نار فتحرقه، هذا مثل حسنات عبد بذل الجهد، وأطعم الطعام، ثم صلى و الناس نيام، ثم أصبح ممتنا على الخلق ! هذا المَن الذي هو كبيرة من الكبائر قد يكون باللسان أو بالجنان، الجنان بالطبع أهون حالا من اللسان، لكنه محرق للحسنات كلها، هذا الذي يجعل الجهد الطويل الذي بذلته ذهب.
ومثله أيضا أن يأتي عبد بكبيرة الغيبة، بكبيرة النميمة، يطلق لسانه، فبعد جبال من الحسنات تأتي تجده يفلت بكلمة، يتكلم على أحد مستهينا، كل هذا الآن عُقم لشخص يريد طريق الإحسان. فكأنه يقال لك : احذر ثم احذر من الكبائر المحيطة بك )، كلنا نعلم أن هناك فرص لكبائر نعيش بها، مثلا الحسد يحرق الحسنات كما تحرق النار الحطب، ثم أعظم من هذا كله ما ترى من عباد صالحين ابتعدوا عن المعاصي و لزموا الطاعات فأصيبوا بالعجب !
تأتي هذه الكبيرة التي تكاد تكون قاطعة لكل أنواع الإحسان التي يعملها العبد فتذهب بأعماله، لأنك كنت تقول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله، لا أستطيع أن أعمل شيئًا إلا بقوتك يارب، أنا عبد ضعيف ) ثم ترى نفسك طائعا عابدا، أحسن إخوانك ! لذلك نرى نوع من التنافس لم تسمح به الشريعة لكن خُدعنا به، ترى ناسًا كثر يتسابقون و يتبارون معا: مَن أكثرهم يختم ؟ أو يذكر ؟ فدائما عقلك بدلا من أن يكون معلقا برضا الله، يكون معلقا بسبقهم، ثم تسبقهم فتعجب بنفسك ! فتكون أهلكت نفسك ! هذا كثير ولا نريد أن نشوش عقولنا بذكره لأنه خطير وكثيراً ما يسبب الإحباط، لأنك تجد نفسك محاط في لحظة تقع بالمن، وفي لحظة تقع الكبر، وفي لحظة تقع في العجب، و كل هذا من أمثال الذَرّة التي تدخل فتتركها و تستجيب لها!
س/ ما الحل ؟ إذا أصبت بأحد أسباب العقم التي تقطع عليك آثار الإحسان فعليك بالثلاث:
1. سرعة العود والتوبة والإنابة: لا تبطئ، لا تطيل، مباشرة في لحظتها شعرت أنك أحسن من هؤلاء مباشرة بدون تفكير أو تحليل للمسألة أنب إلى ربك، استغفره واعترف بفضله، أعد على نفسك: ( أنا من غير حول الله وقوته لا شيء )، ذَكِّر نفسك بأصل الأمر: ضعفك وانكسارك و ذُلّك، والإنابة عبادة بنفسها، فكثيرا ما يصاب العبد بقواطع الطريق فيختبر هل يعود بسرعة إلى ربه أو يستمر وينسى ؟ فأول الأمر: أسرع بالتوبة والإنابة، ذَكِّر نفسك وأنت في هذه الحال بلا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه امتن عليك وأعطاك، ذَكِّر نفسك بما يجعلك ذليلا.
2. مباشرة عالج نفسك وهذه الثغرة بعبادات زائدة لم تكن أصلا تقوم بها: فمثلا تقرأ جزءًا بعد كل صلاة، ثم أصبت بـ : كبر، عجب، حسدت أحدهم، وقعت بأحد هذه الكبائر المصائب، اقرأ جزئين، اقرأ ثلاثة، تصدق، قم أحسن لأي أحد تستطيعه، سارع إلى بر الوالدين أكثر من ذي قبل، ابحث عن أي طريق تسد به الخلل الذي وقع منك، من أجل أنك تخاف أن يغضب عليك الله فتخرج من حماه، فهذه حال شخص متعلق يريد رضا الله، ويخاف أن زلة تمنعه عن رضاه، فيعود يتوب ويستغفر، وبسرعة يقوم بأعمال عَلّ الله -عز وجل- ينظر له نظر الرحمة فيرحمه و يقبله ويقربه.
إذن الأولى ماذا سنفعل ؟ التوبة الاستغفار؛ ذَكّر نفسك أنك ضعيف عاجز وأنه هو الذي أعطاك الحول القوة، أنك الفقير المحتاج إلى رضاه، ذَكّر نفسك بما يغسل قلبك، لا أن تقول: (استغفر الله) بكل برود! لا بد أن تشعر نفسك أنك ارتكبت جرما يهدم لك جبلا من الحسنات، لأن العبد يأتي بحسنات كالجبال ويأتي وشتم هذا وقذف هذا ! نحن دائما ما نشعر فهذه تتجمع على العبد فتهلكه، و هذا الكلام يقال للكبائر وللصغائر، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مَثّل هذا بقوم أتوا في بطن وادي، وأتى هذا بعود وهذا بعود فجمعوها وأشعلوا بها النار فأنضجت الطعام، هذا مثل سيئة من هنا وسيئة من هنا، صغيرة من هنا وصغيرة من هنا، هذه حسناتك التي في القدر ماذا يحصل لها ؟ تحترق، فأنت سارع بسرعة.
3. كن دائما مستغفرا سواء شعرت بذنبك أو لم تشعر: لأن الخلل من طبع البشر، و لهذا نحن بعد أن ننتهي من الصلاة نستغفر الله، وأنت تعمل الأعمال الصالحة وتريد أن تكون محسنا أكثِر من الاستغفار يُزال عنك ما لا تدرك من أخطاء، لأن هناك ما لا ندركه من أخطاء: نمشي وندفع الناس، ونمشي في الحرم ونجد أنفسنا ندفع امرأة كبيرة ودعت علينا ونحن لا نشعر ! فالزم الاستغفار عَلّ كثرة الاستغفار تكون سببا لمحو الذنب.
نختم لقاءنا بالكلام حول:
س/ ماذا نفعل وقتما نجد فتورا في نفوسنا ؟
الفتور هو لحظة سكون العبد، أي لا ينشط للقيام بالعمل الصالح، لكن الذكر باللسان والعبادة القلبية - تذكير الإنسان نفسه بنعم الله وشكرها- أمر لا يحتاج منك إلى عمل وطاقة، فأول ما تفتر نفسك الزم الذكر، و الذكر نوعان :
• ذكر باللسان، وهذا معروف، تقول: سبحان الله والحمد لله ... إلى آخره.
• وذكر بالقلب والجنان.
وذكر القلب هذا من أعظمه وهو تقليب النعم، فعندما تكون مسترخيًا ولا تملك طاقة تفعل أي شيء، ذَكّر نفسك أنك في أعظم نعمة، أنك من أهل الإسلام، ذَكّر نفسك أنك في أمن وأمان وصحة وأن هذا كله أتاك من غير حول منك ولا قوة، ذَكّر نفسك أن الله -عز وجل- امتن عليك بوالدين، امتن عليك ببيت، امتن عليك بزوج، امتن عليك بأبناء، ذَكّر نفسك وحرك في قلبك شعورك بالنعم، فترى قلبا ساجدا منكسرا، ترى قلبا ذليلا عند ربه، و اعلم أن تقوية تحريك القلب بهذه الصورة لا بد - على المدى الطويل- أن تنشطك للطاعة.
إذن أنت في حال فتور الآن فماذا ستفعل ؟ الزم الذكر، لا تستسلم، لا تأتي عليك لحظة في رمضان وساعة وأنت منقطع مبتور عن الله، كن إما نائما أو عابدا، ذاكر تاليا مصليا محسنا إلى الخلق، لابد أن تفتح على نفسك باب للطاعة وقت فتورك.
الذكر وتقليب الذكر سواء باللسان أو بالجنان هذا نوع، ومن جهة أخرى الإحسان إلى الخلق وهذا من أقوى ما ينشط الخلق؛ مثلا عندي نصف ساعة أو ربع ساعة أشعر أني منهك لا أستطيع أن أفعل بها شيئا، في هذه الربع أو النص ساعة افتح هاتفك النقال وافتح صحيح البخاري كتاب الدعوات وأرسل للقائمة دعوة من السنة، امسك كتاب التفسير مكان ما قرأت آية ووجدت معناها عظيم واكتب وأرسل للقائمة الموجودة في هاتفك النقال، وأنت في نيتك أن تحسن لإخوانك فيحسن الله إليك إن أحسنت، فلا تدع فرصة للإحسان في زمان رمضان إلا فعلتها، لا تعطِ نفسك فرصة تفلت من الإحسان، ثم هناك الإحسان بالإطعام، ثم هناك الإحسان بتوجيه الأبناء وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ثم هناك إحسان بتعليم الجاهل، ثم هناك إحسان بترطيب قلوب المصابين، أبواب لا نهاية لها، لكن المهم دقيقة لا تضيع في وقت رمضان وأنت لا تجمع قلبك على رضا الله؛ لأن الإحسان من ميزاته أن المحسن يطلبه طول الوقت، ليس نصف النهار محسن والنصف الآخر أنت لا تدري ! لا يصلح هذا !
وانظر إلى الزمن أنه أنت، فكلما ذهب جزء ذهب جزء منك إلى الله، قدمت بين يديك إلى الله طريق، فعلى هذا لا بد من اغتنام الدقائق واللحظات ولابد من اغتنام الأنفاس، واعلم أن مقدمة هذا الإحسان كله قبل أن تدخل رمضان أن تلزم التوبة من الآن إلى أن تلقى هذا الشهر المبارك، الزم التوبة لأن الذنوب هي العوائق عن الإحسان، فالعبادة التي ستقوم بها من هنا إلى رمضان أن تتوب وتستغفر وتكثر من التعلم عن الله.
اسأل الله أن يجعلني ويجعلكم من المحسنين في رمضان وفي غيره.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
 
الإحسان في رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رمضان والإنتصار
» رمضان شهر النقاء والعفة
» مزايا شهر رمضان
» كيف نستقبل شهر رمضان
» أكسير رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دار السلف  :: الخيمة الرمضانية :: كل مايخص الشهر الكريم-
انتقل الى: