اسم الوهّاب + الفتاح

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله تعالى - :
وهو اسم تكرّر في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، قال الله تَعَالىٰ: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} وقال تَعَالىٰ: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} , وقال تَعَالىٰ في ذكر دعاء نبي الله سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
الآن بعدما ذكرنا أنَّ هذا الاسم تكرر في كتاب الله ثلاث مرات:
o مرة في سورة آل عمران.
o ومرتين في سورة ص.
فموطنين من ثلاث مواطن ورد اسم الوهّاب في سياق الدعاء، فالآن فهمنا ما معنى اسم الوهّاب بعد ما عرفنا مواطن وروده فما معنى اسم الوهاب ؟ كثير الهبة والمنّة والعطيّة.
وعندما نُفصِّل أكثر نقول أنَّ الوهّاب صيغة مبالغة, ومن هذا نستفيد فائدة ما هي ؟ الكثرة، والتنوع، والتوالي، والسِّعة وأنه سبحانه وتعالى بعد كثرة عطائه يبتدأ بالنوال قبل السؤال, فهو واسع العطايا كثيرها يبتدأ بالنوال قبل السؤال يبتدأ عطاياه من أن يكون جنين في بطن أمه إلى أن تستقيم حياته إذا كان من

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

أهل الإيمان كان من أهل عظيم المواهب، فإذا خُتم له بحسن الخاتمة نالَ أعظم المواهب, قال بعد ذلك :
وقد ذكر الله -عزّ َوجلّ- في القرآن الكريم أنواعاً من هباته.
سنرى أنواعاً من هباته، بدأنا بأول نوع من هباته:
فذكر سُبْحَانَهُ من هباته الرحمة التي من نالها نال سعادة الدنيا والآخرة.
ما المقصود هنا بالرحمة ؟ انظري في آية سورة مريم {وَوَهَبْنَا لَهُم} هذا فعل من الوهاب سبحانه {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} هذا الكلام عن الأنبياء والمرسلين، فالهداية والنبوة والصلاح هذه كلها من رحمته، لذلك من نالها نال سعادة الدنيا والآخرة، ومثلها الآية الثانية في مريم {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} .
إذن النبوة والصلاح والهداية كلها من الرحمة ويُبيِّن ذلك أية آل عمران ماذا يقول الله تعالى على لسان المؤمنين ؟ {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
 {لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} بمعنى أبقنا على الهداية.
 {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً} أي ثبتنا على الاستقامة.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

مثلا: الخوارج عندما أرادوا أن يخرجوا على ولي الأمر ،تجد أنهم اختبؤوا في مغارات وحصل منهم أشياء كثيرة ومع ذلك فضحهم الله وبيَّنَ أماكنهم وردَّ شرهم، كل هذا لماذا ؟ لأن الله تعالى يريد أن يُثبت ملكهم ولو أراد الله أن لا يثبت ملكهم لسقط ملكهم في أقل تصرف، أو ربما حتى من غير تصرف وهذا يجعل العباد في رضا عن ربهم، ولذلك عندما يأتي أحد يقول: نحن نجد منكرات ولابد من كذا وكذا، ويثير في نفسك مسألة الخروج اعلم أولاً أن هذا لا يوافق منهج أهل السنة والجماعة.
الأمر الثاني: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أخبر في الحديث (( إِنَّكُم سَتَلْقَوْن بَعْدِي أَثَرَة ، فَاصْبِرُوَا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْض )) ، أمرهم بالصبر والصبر مبني على اعتقادك أن المُلك ملك الله يهبه لمن يشاء ثمَّ إذا وجدت منكراً ابدأ بإنكاره في قلبك ثم اعلم أنَّ العبد الصالح إذا وجد منكرا أول ما يتجه إلى ربه تبارك وتعالى سائلاً الله أن يغير المنكر {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ، فإذا استدرنا على البيوت والأبناء والنساء وغيّرنا المنكر أزال الله تعالى المنكر العظيم، لكن إذا بقينا في ضعف سترى آثار هذا الضعف إلى الخارج.
وذكر سبحانه من هباته المنّةَ على العبد بالزوجة الصالحة والذرية الطّيبة ما يكون به قرة عين الإنسان قال الله تَعَالىٰ: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا} وقال تَعَالىٰ: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} وقال تَعَالىٰ:

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ} وقال تَعَالىٰ: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} وقال تَعَالىٰ: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
إذن من الهبات ماذا ؟ الزوجة الصالحة والذريّة الطيبة، إذن هذا الكلام يُقال لمن لديهم شباب يريدون أن يزوِّجوهم أو لديهم بنات يردون لهم رجال صالحين أن يسألوا الله أن يهب لهم، فإذا كنتِ غير متزوجة اسألي الله أن يهب لك زوجا صالحاً, تقياً، هيِّناً، ليِّناً، طيِّباً، مباركاً، ونحن نبدأ أولاً بالحديث عن البنات لأن كثير من البنات ربما يقع في نفوسهم حياء أن يسألوا الله هذا السؤال فيشعروا أن هذا من العيب بناءً على تربية المجتمع على أنه عيب أن تتكلم عن الزواج ولا تظهر بصورة الراغبة في الزواج، وهذا ليس صحيح، لأن بينك وبين الله اترك عن القيم اجتماعية لابد أن تسأل الله أن يهب لكِ زوجا صالحا, وإذا لم تسألِ الله تكون قصرت بنوع من أنواع العبادة، لأن الله تعالى ينشأ للعباد الحاجات لينشؤوا منهم التعبدات و التوسلات والانكسار بين يديه، فلا تقصروا هذا التقصير ومن ثم تدفعوا ثمن تقصيركم في وقت حياتكم لأنه عندما يأتيك الزوج – لا بأس بأن تستخير وتسأل الله – لكن أين أنت طوال حياتك من السؤال والدعاء أن يهب لك زوجا صالحا ؟! فلا تعاملوا هذه المسألة بمعايير المجتمع من جهة الحياء فبينك وبين الله اسأله وألح له بالدعاء يهب لكِ زوجا صالحا, طيبا في نفسه، مباركا، صالحا في نفسه مصلح لمن حوله، وأيضا لا تسأل أن يكون غنيّا وغيره من المطالب الدنيويّة فليست هذه المطالب إنما المطالب الحقيقية أن يكون صالح، مصلح، مبارك، طيب، هيِّن، ليَِن هذا هو الطلب.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

فالمقصود: أن هذه من الهبات فمن سأل الله سبحانه وتعالى لا يخيب سؤاله ولو بعد حين، فهذا الكلام كما أنه يُقال للبنات أيضا يُقال للأمهات بأن تلح على الله وتسأله أن يهب لبناتك الأزواج الصالحين ولأولادك الزوجات الصالحات، اسألوا الله ولا يغركم المظاهر، ولا القبائل، ولا الصورة العامة للعائلة إلى آخر الأشياء التي تغُرنا، فاتركوا كل هذا والزموا باب الله وسترون أن الله لا يخذل عباده، إذن من مواهبه سبحانه وتعالى المنة على العبد بالزوجة الصالحة والذرية الطيبة، فلما تفهم هذا الفهم سنخرج بنتيجتين:
النتيجة الأولى : كثرة سؤال الله، فسأل الله رحمته بأن يجعلك من الصالحين، واسأل الله أن يهبكِ حِكمة تتصرفين فالحُكم والحِكمة والملك كلها من الهبات, فسألي الله أن يهبك حكمة تتصرفين بها و اسألي الله الزوج الصالح والذّرية الطيبة طوال الوقت، فإذا كنتِ غير متزوجة فاسأليه سبحانه الزوج والذّرية الطيبة ، وإذا كنتِ متزوجة ألحّي على الله أن يهبك صلاح الزوج وصلاح الذّرية، فاسألي الله لأن هذا الأمر نُصَّ عليه بعيّنه{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } ، فلمّا نُص عليه عُلم أنه من الأسئلة الضرورية وأنه من أسئلة المتقين، من أسئلة الصالحين الذين يعلمون أن من هبات الله الزوجة الصالحة والذرية الطيبة، وهذا الدعاء يُحَفَّظ للبنت من أن تبلغ بأن تقول {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }، فلا تعاملوهم بقانون الحياء – لا بأس الحياء في مكانة المناسب – لكن في سؤالك لله اسأله ولا تجعل بينك وبينه سبحانه هذه المفاهيم الإجتماعية التي يعتبر مقامها هنا ليس مقاما صائباً، لأن هذا الكلام أنا أقوله بالذات للناس الذين على استقامة ،لأنهم يشعرون بالحياء من هذا الأمر.[b]

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

وهذه الهبات المتنوعةُ بيده سُبْحَانَهُ فهو المالك لـهذا الكون المتصرف فيه سُبْحَانَهُ كما شاء، قال تَعَالىٰ : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَٰوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ، وفي هذا دلالة على أن وجود الولد وصلاحه هبةٌ ربّانيةٌ، ومنّةٌ من الله تَعَالىٰ المتفرد بالتصرف والتدبير في هٰذا الكون لا شريك له، فالأمر له سُبْحَانَهُ من قبل ومن بعد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، يُعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، لا مانع لما أعطى، ولا مُعطي لما منع، وهو جل َّوعلا يعطي من يشاء من خلقه الأولاد ويمنع من يشاء، وهو العليم القدير.
انظري إلى آية الشورى بَنَتْ العطاء على المُلك – بَنَت موهبة الله على ملكه – فعندما تسأل الله ما تسأله تكون مؤمنا بماذا ؟
 بأن مُلك كل شيء بيده، ما هو مرادك ؟ صحة، أولاد صالحين، حِكمة، زوج صالح، بيت مبارك كل ما يمر على خاطرك من عطايا ومواهب اسأل الوهّاب الذي له ملك السماوات والأرض أن يهبك مرادك وعامله بالصبر، ولا تقل دعوت ولم يُستجاب لي! ولا يحتال عليك الشيطان فتصدقه، واعلم أن الله – عز وجل – يعامل عباده بأمرين:
 بحكمته من جهة.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

فَقَبْل أن يهب لك الله الموهبة يهيأ لك ظروف تصبح هذه الموهبة أنفع ما يكون لك، فمن أجل أن تجتمع الظروف يعاملك الله باللطف ويغير أحوال هذا وهذا ثم يهبك الموهبة، فتأتي الموهبة في الوقت المناسب ولو أتت قبل بدقيقة تكون غير مناسبة، ما معنى أن الله يعامل عبادة بلطفه ؟ علمه الدقيق بدقائق المسائل فمن أجل هذا هو لطيفُ خبير وحكيم سبحانه يأتيك الأمر في وقته، فهذا نوع من المعاملة.
المعاملة الثانية: أنه يختبر إيمانك فيؤخر عنك مرادك فيكون في تأخير المراد أمرين:
1) اختبار إيمانك.
2) معاملته لك بلطفه وحكمه.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

يلطف بك، أي يهيأ لك ظروف وصول هذه الهبة في أحسن وقت، ومن كان له قلب يتذكر في حياته فيجد أن أموراً لو أُعطيتها في ذاك الوقت الذي كنت تريده لم تشعر بقيمتها لكنها أُخرت فشعرت بقيمتها، فهذا الكلام مَن الذي يفهمه ؟ يفهمه الذي جمع بين أمرين:
1) بين عمر في الإسلام والاستقامة.
2) وبين إيمان.
لأن الإنسان عندما يبلغ السن الذهبي سن الأربعين، السن الذي تستقر فيه المشاعر والأحاسيس والمفاهيم، ماذا قال الله تعالى فيه ؟ {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} ، بلغ الأربعين عاماً، أي بلغ سن النضوج والكمال فلمّا يصل عند هذا ماذا يقول ؟ {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ} ، أي يقوى في هذا السن إحساسه بمواهب الله ليس فقط التي عليه بل وعلى والديّه، ثم يطلب الباقي {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}، فهو يفهم هذا الفهم أنه جَرَّب وربّى وفي الأخير لا يوجد إلا َ{أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}.
إذن معنى ذلك أن قوة تمسكك بدعاء اسم الوهّاب على قدر إيمانك أن المُلك له، فمتى تشعر أنه لابد أن تلحّ في الدعاء حتى لو طال عليك الزمن ؟ كلما زدت عمراً وزدت إيماناً كلما تبيّن لك أن الله سيهب لك هذه الموهبة لكن في الوقت المناسب، لأن زيادة العمر مع زيادة الإيمان تجعل الإنسان ينظر لما مضى من حياته نظر المعتبر المنتفع ويبقى متذكر أنه سأل من قبل كذا وأعطاه الله تعالى إياه في الوقت المناسب، ومنعه إيّاه لأنهه لم يكن نافعاً له.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالىٰ: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا} أي: يرزقه بنات فقط ليس معهن ذكور، وقوله: {وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} أي : يرزقه البنين فقط ليس معهم إناثًا، وقوله: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} أي: يجمع لمن شاء الذكور والإناث في العطاء، وقوله: {وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا} أي : لا يولد له أصلا.
فقسم سُبْحَانَهُ وَتَعَالى حال الزوجين إلى أربعة أقسام : منهم من يعطيه البنات، ومنهم من يعطيه البنين، ومنهم من يعطيه من النّوعين ذكوراً وإناثا، ومنهم من يمنعه هذا وهذا فيجعله عقيمًا لا نسل له ولا يولد له.
o فهذا دليل على أن من عطايا الله ماذا ؟ الذريّة، إذا هذه من أعظم المواهب.
ومَنْ منّ الله عليه بالولد وأكرمه بصلاحه، عليه أن يحمد الوهاب سُبْحَانَهُ على إفضاله وإنعامه، كما ذكر الله تَعَالىٰ ذلك عن نبيه إبراهيم-عليه السلام-في قوله سُبْحَانَهُ: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}
الآن معاملة الله تعالى بالشكر بعد الشعور بالموهبة وبعد أن يعاملك الله باسمه الوهّاب، فأصبح يجب عليك الشكر ،لكن ما الذي ينقُصنا في هذا الزمن ؟ الشكر أو الشعور بالموهبة ؟ أولاً لنرى أولادنا في حال المعارك التي تحصل في البيت أين هي مشاعر أن هؤلاء موهبة ؟ يكاد يكون مختفي أو يتلاشى فتشعر أنهم بلاء عليك، وممكن أن ندعوا عليهم بأدعية التي مُنعت علينا أن ندعي بها على أولادنا وقت الغضب, وقت ما يقع منهم ما يستفزّنا إذا أنت ما هو الذي يشكل عليك الشعور بالموهبة أو الشكر ؟ نفس الشعور بالموهبة هو الذي ينقصنا، يعني كثير من الأحيان عندما نتكلم مع أحد عن مسألة تكثير النسل وحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – (( تَنَاكَحُوْا وَتَنَاسَلُوْا، فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُم الْأُمَم)) ، والنساء لا يردون أحد يشرح لهم هذا الحديث لماذا ؟ لأن هذا معناه أن يُقال لها أنجبي وأكثري من الذريّة يُبارك لك، فهم يروا أنه غير مناسب للمرأة أن تحمل وهي لديها ثلاث أو أربع من الأبناء فماذا يُقال لها أو ماذا يشعروا في قلوبهم ؟ ( الله يُعينك ) أي يقع في قلوبهم الشفقة وإذا كانوا الأبناء وراء بعض في الأعمار انظري ماذا تسمع من التعليقات، أو يقولوا عنها أنها مسكينة حملت بعد الزواج مباشرة ! ولا تسمع البعض يقول الحمد لله، الله وهبها فكأننا نتصور أن الحياة بدونهم هي الهبة وأن وجودهم لا يعتبر هبة، لكن الزوجين بعد ما يستمتعوا السنة والسنتين وترى أنها لم تحمل هنا تشعر أن الوضع غير طبيعي ويأتي الجري وراء الأطباء، ذاك الوقت تجدهم يمتنّون أنها حملت أول الزواج
.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

انظري كيف أن نحن بحمد الله إذا ذُكرّنا النعم نحمد لكن أين المشكلة الأساسية ؟ أننا لسنا شاعرين بالنعمة بل تحزني على نفسك والناس يزيدوك حزناً على نفسك لو حملت، ونحن نتكلم بالذات عن الحمل لأن كثير من الشابات المتوقع منهن أن يكون منهن تكثير لنسل الصالحين والصالحات وتترك ورائها من يكون ساجد عابد يدعو لها الدعاء الصالح وينير قبرها عند موتها وقت ما تكون في أشد الحاجة إليه، وإذا كنتم ستتكلمون عن التربية فالله هو المربي، والمطعم هو الله، والمسقي هو الله وكما أنك تربي واحد تربي عشرة، فهل تستطيعون أن تنكرون أنكم مخدومين وأصحاب بيوت واسعة وأن طعامكم وشرابكم يكفي قبائل ؟! لا تستطيعوا أن تنكروا نعمة الله، فهذا الأكل الذي يجلس عليه خمسة أو ستة يكفي عشرة أو خمسة عشر، بل هذا الذي لا يكفي إلا الخمسة بالبركة وبسم الله يكفي عشرين.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

وانظري إلى آبائنا وأمهاتنا كيف أنّ الله كثّر نسلهم وبارك فيهم ثم نأتي نحن ونضيّق على أنفسنا وتسمع كلمات الترحم من كل الناس عليها لأنها أكثرت في الإنجاب، ثم انظري إلى الجلسات النسائية أصبحوا يقولوا ( ممنوع اصطحاب الأطفال )! فكل هذا التغير في المجتمع قَلَبَ الموهبة فأصبحت نقمة وخصوصا المرأة التي تحب الاجتماع ويكونوا أولادها سبب في منعها من الخروج والدخول صعب عليها فتشعر بعدم محبتها لهم لأن لا يوجد أحد يستقبلها هي وأولادها، فمن هنا يبدأ الإشكال في أن الموهبة التي ذكر الله في آيات كثيرة أنه يهب الولد الصالح تتحول في نظر ناس كثيرين أنها نقمة، وهذه هي الحقيقة إذا لم تكن تصريحاً باللسان فهي كناية أي في القلب منها كثير، ونقول للأمهات التي أنجبت مثلا عشرة أو خمسة عشر هل تذكرين الأيام التي مضت في تربيتهم ؟ أيام مضت ولم تذكر منها شيء، وإذا كانت نفس ساعة الولادة كما هو متعارف ساعة منسيّة وتعيد من جديد وانتهى الموضوع.
فماذا نقول على تربي

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

فماذا نقول على تربيتهم ؟ يعينك الله، لكن هذه القيم غير موجودة، وفي الحقيقة أن الله تعالى أعانك، وسَّعَ بيتك، أعطاك من يخدمك وتجد أن الكبار يحملوا الصغار, ونحن ولله الحمد لسنا مقطوعين هناك أمهاتنا وإخواننا وجيراننا ناس كثيرين حولنا فلا نضيّق على أنفسنا واسع – نسأل الله تعالى أن ينفعكم بهذا الكلام – لأن هذا متابعة لسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو الذي هدانا إلى هذا (( تَنَاكَحُوْا وَتَنَاسَلُوْا، فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُم الْأُمَم))، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يباهي بك كلما كثّرت نسلك يصلحه الله ويبارك به الله ويعطيك الخير والبركة كما ورد في الحديث (( هَل تُنْصَرُوْن و تُرْزَقُون إِلَّا بِضُعَفَائِكُم)) ، بركة في الوقت، وبركة في الصحة وبركة في كل شيء.
والحمد نفسه هبةٌ تحتاج إلى حمد، روى ابن أبي الدُّنيا في كتاب الشُّكر عن بكر بن عبد الله قال: "ما قال عبد قطّ الحمد لله إلا وجبت عليه نعمة بقوله: الحمد لله، فما جزاء تلك النّعمة؟ جزاؤها أن يقول: الحمد لله، فجاءت الأخرى، ولا تنفذ نعم الله -عزّ وجلّ-".
إذن توفيق الله لك بالإحساس بالنعمة ومن ثم حمده على ذلك بنفسه نعمة تحتاج إلى حمد، فلازال لسانك لاهجاً تحمده من أجل ذلك {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} ، أي مكِّنّي واجمع قلبي ومكني من هذا الفعل.

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

فكون أن الله يهب العبد نعمة ويشعر بها هذا بحد ذاته نعمة -أن تشعر بالنعم – و تبقى لاهجا بالحمد.
لذلك من نعمائه سبحانه وتعالى على عباده أن يُعرض من أعطاه لمن حرمه، يعني تجلسي مثلا في مجلس وعندك أولاد تريدي أن تشتكي منهم فتجدي في المجلس أحد ما أعطاه الله الذريّة فتشتكي كيف أنها تجري في المستشفيات وهذا كله من أجل أن يصحى قلبك، يعني الله تعالى وضعه في طريقك من أجل أن يصحى قلبك وتري نعمة الله وهذا من نعم الله أن يعاملك بحلمه فإذا عاملك بالحلم عرض لك من يذكرك بنعمته.
وفي ما يُذكر أن امرأة أصيبت بألم خفيف في منطقة الرقبة فأصبحت تشتكي إلى كل أحد ثم قدّر الله لها أن تذهب للحرم وترى رجل مريض في نفس المنطقة مرض يؤلم القلب, فهي تقول كيف أنها أتت بالقرب من جهة الرجال وفي وقت الصلاة ووقعت عينها عليه, وأول ما وقعت عيني عليه لم يمر على خاطري أن شخصا يمكن أن يكون بهذه الصورة من جهة اختلال منطقة الرقبة حيث كانت جهة واحد من رقبته مستقيمة والثانية غير مستقيمة بحيث لو حركها على جهة اليسار تسقط, فكانت المرأة تقول أنها جلست أكثر من عشرين دقيقة ما استطاعت أن ترفع عينها عنه فاستحت من شكواها وهو ألم بسيط واشتكيت منه، لكن أراها الله تعالى من أجل أن تعرف النعمة، وهذا من عظيم نعمة الله أن يعاملك بحلمه فيبتلي الكاملين بالناقصين، وهذا من حكمته أن يكون الناس متفاوتين فالناقص يرى الكامل فيصبر، والكامل يرى الناقص فيشكر.
ولذا قال الشّافعي رحمه الله : الحمد لله: الذي لا يؤدّى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة حادثة توجب شكره عليها.[b]

Admin عدد المساهمات : 382 تاريخ التسجيل : 14/07/2010

فلا يوجد شكر إلا نفس الشكر عبارة عن نعمة، فتبقى طول الوقت حامداً على أنه رزقك وعلى أنه يسر لك الشكر.
فالحمد لله حمدًا كثيًرا طيّبًا مُباركًا فيه كما يُحبُّ ربُّنا ويرضى، حمدًا لا ينقطع ولا يزيد ولا يفنى عدد ما حمده الحامدون له الحمد شكرًا وله المنّ فضلاً بيده الأمر بالآخرة والأولى.
الحمد لله، المقصد: أن من عباد الله الموفقين، من علموا أن الملك ملك الله، وعلموا أنه لا يهبهم مرادهم إلا الوهّاب سبحانه وتعالى فسألوه مراداتهم كلها كبيرها وصغيرها، ثم لما وهبهم شكروا بألسنتهم وبقلوبهم وبأعمالهم.
أما شكر القلب فهو اعتقاد أنّ المنّة فقط من الله، أي أنك تعلمين أن كل شيء له سبب لكن عندما تأتي المنّة وإن كانت من طريق السبب لا تلتفتي للسبب أبداً لكي تكوني شاكرة حق الشكر، فلابد أن تأتي النعم بأسباب لكن الله – عز وجل – ابتلاك بالأسباب فلما تصل النعمة إليك ماذا تفعل ؟ لا تنظر أبداً للأسباب وإنما الزم فقط الشكر واعتقاد أن الله هو الذي امتنّ عليك.
وكانت شابة صغيرة تقول: كان في بيتنا جهاز تكييف في بعض الأحيان يكون حار في الصيف فتفتحه يكون حار فتغلقه مرة أخرى وتحرك في إشاراته ثم تفتحه ويبقى مثل ما هو، وبعد أن عُلّمت أن الأمر أمر الله واسألي الله فعلت نفس الفعل فتحته أول مرة كان حارا ثم أغلقته وحركت الإشارات ثم فتحته فأصبح بارد، بعد أن سألت الله يبرده عليها استجاب الله لها وفي لحظة واحده أصبح باردا عليها، فهي تقول: أقبلت على جهاز التكييف أبحث أي من الإشارات التي بها أصبح بارداً لكني رجعت عن هذا ورفضت أن أنظر إلى الإشارة لأنها ما بردته هذه الإشارة والحقيقة أن ما برده إلا الله تعالى، فانظري كيف أن شاب [b]