دار السلف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دار السلف

لنشر العلوم الشرعية بجميع تخصصاتها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
تركيه الخضرى - 382
علامات مرض القلب وصحته  I_vote_rcapعلامات مرض القلب وصحته  I_voting_barعلامات مرض القلب وصحته  I_vote_lcap 
اليقين بالله - 308
علامات مرض القلب وصحته  I_vote_rcapعلامات مرض القلب وصحته  I_voting_barعلامات مرض القلب وصحته  I_vote_lcap 
التائب - 37
علامات مرض القلب وصحته  I_vote_rcapعلامات مرض القلب وصحته  I_voting_barعلامات مرض القلب وصحته  I_vote_lcap 
عبدالرزاق - 35
علامات مرض القلب وصحته  I_vote_rcapعلامات مرض القلب وصحته  I_voting_barعلامات مرض القلب وصحته  I_vote_lcap 
أم مهندو - 1
علامات مرض القلب وصحته  I_vote_rcapعلامات مرض القلب وصحته  I_voting_barعلامات مرض القلب وصحته  I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» هكذا اسلم دكتور جيفر لاند
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالخميس ديسمبر 15, 2011 4:02 pm من طرف تركيه الخضرى

» وصف المؤمنين فى التوراة والانجيل
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت نوفمبر 19, 2011 3:51 pm من طرف تركيه الخضرى

»  هذا هو النبى حقاً ولا شك : مشهد رائع
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت نوفمبر 19, 2011 3:43 pm من طرف تركيه الخضرى

» اسمع كلام اهل السنة والجماعة فى الخروج على الحاكموحتى ولو كان كافراً
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 7:43 pm من طرف تركيه الخضرى

» رسالة الى مبذر
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 6:59 pm من طرف تركيه الخضرى

»  لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي لتحسرتم عليه
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت يناير 29, 2011 11:31 pm من طرف أم مهندو

» بيوت الله
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:46 pm من طرف تركيه الخضرى

» كل عام وانتم بخير
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:41 pm من طرف تركيه الخضرى

» دعاء سيد الاستغفار
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:37 pm من طرف تركيه الخضرى

» اقترب شهر الخيرات
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:32 pm من طرف تركيه الخضرى

» قترب شهر الخير فهل احسنت العمل بالاستعداد لقطف الثمار؟
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:27 pm من طرف تركيه الخضرى

» من قال ان القلب لا يعقل ولا يفكر
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:04 pm من طرف تركيه الخضرى

» لايصح قول رمضان كريم
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 7:52 pm من طرف تركيه الخضرى

» الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالإثنين أغسطس 23, 2010 4:36 pm من طرف تركيه الخضرى

» تخوفات على الأسرى في سجون الاحتلال نتيجة موجة الحر الشديد
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 2:33 am من طرف تركيه الخضرى

» رافالتضامن الدولي: المحققون يعتدون على احد الأسرى لإجباره على الاعتراف
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 2:27 am من طرف تركيه الخضرى

» تفاصيل مثيرة للجاسوس الذي اخترق القصر الجمهوري وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 1:49 am من طرف تركيه الخضرى

» ميخائيل بار زوهر يتحدث عن عمل "الموساد" وإخفاقاته
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 1:33 am من طرف تركيه الخضرى

» الموساد ـــــ عمليات كبرى» كتاب إسرائيلي يروي تفاصيل اغتيال سليمان وغارة دير الزور
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 1:18 am من طرف تركيه الخضرى

» تقرير: استخدام ثمانية جوازات سفر ايرلندية في عملية اغتيال المبحوح
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالجمعة أغسطس 20, 2010 3:53 pm من طرف اليقين بالله

» علامات على الطريق-أبو جهاد في ذكراه المتجددة!!
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالخميس أغسطس 19, 2010 6:03 pm من طرف تركيه الخضرى

» الشهيد القائد محمد أبو النصر.. عندما تجتمع الصلابة مع الوداعة
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالخميس أغسطس 19, 2010 6:00 pm من طرف تركيه الخضرى

» صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:40 pm من طرف تركيه الخضرى

» فتاوى متنوعة فى الصدقات
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:33 pm من طرف تركيه الخضرى

» (استفتي قلبك ولو أفتاك الناس)
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:24 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم من استفتى فذكر غيره بما يكره
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:17 pm من طرف تركيه الخضرى

» أحاديث ضعيفة وموضوعة عند المتصوفة
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 9:56 pm من طرف تركيه الخضرى

» المتعة والإيناس في تدبر سورة الناس
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 9:28 pm من طرف تركيه الخضرى

» هـل تـاهـت الْخُـطـى
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 9:13 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم الاحتفال بالمولد النبوى
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:33 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم التهنئة بـرأس السنة الميلادية ( الكريسماس )
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:27 pm من طرف تركيه الخضرى

» ضوابط عمل المرأة خارج بيتها
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:21 pm من طرف تركيه الخضرى

» حكم الاتكاء على اليد اليسرى خلف الظهر
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 8:04 pm من طرف تركيه الخضرى

» النحت وتصوير ذوات الارواح
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 7:55 pm من طرف تركيه الخضرى

» ياسر الدوسري تلاوة مؤثرة جد
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:33 pm من طرف تركيه الخضرى

» مشاهدة فيديو : تلاوة مؤثره يبكي فيها الشيخ مشاري العفاسي ويبكي المصلين
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:16 pm من طرف تركيه الخضرى

» زفرات مهموم احداث غزة الحويني الجزء 2
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:55 pm من طرف تركيه الخضرى

» زفرات مهموم احداث غزة الحويني الجزء3
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:51 pm من طرف تركيه الخضرى

» أين هم المشايخ من ضرب غزة ؟؟ رد الشيخ ابو اسحاق الحويني
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:41 pm من طرف تركيه الخضرى

» غزة تحت الظلام الشيخ أبو اسحاق الحوينى كيف الحل
علامات مرض القلب وصحته  Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:36 pm من طرف تركيه الخضرى


 

 علامات مرض القلب وصحته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

علامات مرض القلب وصحته  Empty
مُساهمةموضوع: علامات مرض القلب وصحته    علامات مرض القلب وصحته  Emptyالخميس يوليو 15, 2010 7:06 am


علامات مرض القلب وصحته


للإمام ابن القيم رحمه الله
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص، به كماله في حصول ذلك الفعل منه، ومرضه: أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له، حتى لا يصدر منه، أو يصدر مع نوع من الاضطراب. فمرض اليد: أن يتعذر عليها البطش. ومرض العين: أن يتعذر عليها النظر والرؤية. ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق. ومرض البدن: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية، أو يضعف عنها. ومرض القلب: أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوة.
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة؛ فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته.
وما لجرح بميت إيلام
وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى وذلك أصعب شيء على النفس وليس لها أنفع منه.
وتارة يوطن نفسه على الصبر، ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره: كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن، وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر، وقوة يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها، ولا سيما إن عدم الرفيق، واستوحش من الوحدة، وجعل يقول : أين ذهب الناس؟ فلي بهم أسوة، وهذه حال أكثر الخلق، وهي التي أهلكتهم، فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق، ولا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول ﴿الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ فتفرد العبد في طريق طلبه، دليل على صدق الطلب.
ولقد سئل إسحاق بن راهَوَيه عن مسألة فأجاب. فقيل له: إن أخاك أحمد بن حنبل يقول فيها بمثل ذلك. فقال: ما ظننت أن أحداً يوافقني عليها. ولم يستوحش بعد ظهور الصواب له من عدم الموافق؛ فإن الحق إذا لاح وتبين لم يحتج إلى شاهد يشهد به. والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس، فإذا رأى الرائي الشمس لم يحتج في علمه بها واعتقاده أنها طالعة إلى من يشهد بذلك ويوافقة عليه.
والمقصود : أن من علامات أمراض القلوب عدولها عن الأغذية النافعة الموافقة لها إلى الأغذية الضارة، وعدولها عن دوائها النافع إلى دائها الضار، فهنا أربعة أمور: غذاء نافع، ودواء شاف، وغذاء ضار، ودواء مهلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

علامات مرض القلب وصحته  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علامات مرض القلب وصحته    علامات مرض القلب وصحته  Emptyالخميس يوليو 15, 2010 7:10 am

فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي. والقلب المريض بضد ذلك. وأنفع الأغذية : غذاء الإيمان
وأنفع الأدوية : دواء القرآن
وكل منهما فيه الغذاء والدواء
ومن علامات صحته أيضاً : أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها، حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائِها، وقد جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه.
كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعُدَّ نفسك من أهل القبور».
وكلما صح القلب من مرضه ترحل إلى الآخرة وقرب منها حتى يصير من أهلها، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها حتى يصير من أهلها.
ومن علامات صحة القلب : أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، فبه يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوي، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وأياه يرجو، وله يخاف، فذكره: قوته وغذاؤه ومحبته والشوق إليه: حياته ونعيمه ولذته وسروره، والالتفاف إلى غيره والتعلق بسواه: داؤه، والرجوع إليه: دواؤه، فإذا حصل له ربه سكن إليه واطمأن به وزال ذلك الاضطراب والقلق، وانسدت تلك الفاقة، فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله أبد،ا وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده، فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق، ولأجله خلقت الجنة والنار، وله أرسلت الرسل، ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة.
قال بعض العارفين: مساكين أهل الدينا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل: وما أطيب ما فيها؟ ، قال: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر : إنه ليمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
وقال آخر : والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
وقال أبو الحسين الوراق : حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، والعيش الهني: الحياة مع الله تعالى لا غير.
ولهذا كان الفوت عند العارفين بالله أشد عليهم من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، فكم بين الانقطاعين؟.
وقال آخر : من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
وقال يحيى بن معاذ : من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره؛ إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر.
ومن علامات صحته : أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
ومن علامات صحته : أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.
ومن علامات صحته : أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرت عينه وسرور قلبه.
ومن علامات صحته : أن يكون همه واحداً وأن يكون في الله.
ومن علامات صحته : أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله.
ومنها : أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل؛ فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه، وتقصيره في حق الله.
فهذه ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم.
وبالجملة فالقلب الصحيح : هو الذي همه كله في الله، وحبه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابِّه، الخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتا إلى غيره تلا عليها ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية، فتصير العبودية صفة له وذوقا لا تكلفا، فيأتي بها توددا وتحببا وتقربا، كما يأتي المحب المتيّم في محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله، فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي أحس من قلبه ناطقا ينطق: لبيك وسعديك، إني سامع مطيع، ممتثل ولك، علي المنة في ذلك، والحمد فيه عائد إليك.
وإذا أصابه قَدَر وجد من قلبه ناطقا يقول: أنا عبدك ومسكينك وفقيرك، وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين، وأنت ربي العزيز الرحيم؛ لا صبر لي إن لم تصبرني، ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني، لا ملجأ لي منك إلا إليك، ولا مستعان لي إلا بك، ولا انصراف لي عن بابك، ولا مذهب لي عنك.
فينطرح بمجموعه بين يديه، ويعتمد بكليته عليه، فإن أصابه بما يكره قال : رحمة أهديت إلي، ودواء نافع من طبيب مشفق، وإن صُرف عنه ما يُحب قال: شراً صرف عني.
وكم رمت أمرا خِرْتَ لي في انصرافه ... وما زلت بي منى أبرّ وأرحما
فكل ما مَسَّه به من السّراء والضرّاء اهتدى بها طريقاً إليه، وانفتح له منه باب يدخل منه عليه، كما قيل :
ما مَسّني قدرٌ بكُرْهٍ أو رضى ... إلا اهتديت به إليك طريقا
أمْضِ القضاء على الرضى منى به ... إني وجدتك في البلاء رفيقا
ولله هاتيك القلوب وما انطوت عليه من الضمائر، وماذا أودعته من الكنوز والذخائر، ولله طيب أسرارها ولا سيما يوم تُبلى السرائر.
سيبدي لها طيب ونور وبهجة ... وحسن ثناء يوم تبلى السرائر
تالله لقد رفع لها علم عظيم فشمرت إليه، واستبان لها صراط مستقيم فاستقامت عليه، ودعاها ما دون مطلوبها الأعلى فلم تستجب إليه، واختارت على ما سواه وآثرت ما لديه
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
تركيه الخضرى
Admin



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

علامات مرض القلب وصحته  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علامات مرض القلب وصحته    علامات مرض القلب وصحته  Emptyالخميس يوليو 15, 2010 7:12 am

للإمام ابن القيم رحمه الله
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص، به كماله في حصول ذلك الفعل منه، ومرضه: أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له، حتى لا يصدر منه، أو يصدر مع نوع من الاضطراب. فمرض اليد: أن يتعذر عليها البطش. ومرض العين: أن يتعذر عليها النظر والرؤية. ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق. ومرض البدن: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية، أو يضعف عنها. ومرض القلب: أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوة.
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة؛ فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته.
وما لجرح بميت إيلام
وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى وذلك أصعب شيء على النفس وليس لها أنفع منه.
وتارة يوطن نفسه على الصبر، ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره: كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن، وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر، وقوة يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها، ولا سيما إن عدم الرفيق، واستوحش من الوحدة، وجعل يقول : أين ذهب الناس؟ فلي بهم أسوة، وهذه حال أكثر الخلق، وهي التي أهلكتهم، فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق، ولا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول ﴿الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ فتفرد العبد في طريق طلبه، دليل على صدق الطلب.
ولقد سئل إسحاق بن راهَوَيه عن مسألة فأجاب. فقيل له: إن أخاك أحمد بن حنبل يقول فيها بمثل ذلك. فقال: ما ظننت أن أحداً يوافقني عليها. ولم يستوحش بعد ظهور الصواب له من عدم الموافق؛ فإن الحق إذا لاح وتبين لم يحتج إلى شاهد يشهد به. والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس، فإذا رأى الرائي الشمس لم يحتج في علمه بها واعتقاده أنها طالعة إلى من يشهد بذلك ويوافقة عليه.
والمقصود : أن من علامات أمراض القلوب عدولها عن الأغذية النافعة الموافقة لها إلى الأغذية الضارة، وعدولها عن دوائها النافع إلى دائها الضار، فهنا أربعة أمور: غذاء نافع، ودواء شاف، وغذاء ضار، ودواء مهلك.
فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي. والقلب المريض بضد ذلك.
وأنفع الأغذية : غذاء الإيمان
وأنفع الأدوية : دواء القرآن
وكل منهما فيه الغذاء والدواء
ومن علامات صحته أيضاً : أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها، حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائِها، وقد جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه.
كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعُدَّ نفسك من أهل القبور».
وكلما صح القلب من مرضه ترحل إلى الآخرة وقرب منها حتى يصير من أهلها، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها حتى يصير من أهلها.
ومن علامات صحة القلب : أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، فبه يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوي، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وأياه يرجو، وله يخاف، فذكره: قوته وغذاؤه ومحبته والشوق إليه: حياته ونعيمه ولذته وسروره، والالتفاف إلى غيره والتعلق بسواه: داؤه، والرجوع إليه: دواؤه، فإذا حصل له ربه سكن إليه واطمأن به وزال ذلك الاضطراب والقلق، وانسدت تلك الفاقة، فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله أبد،ا وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده، فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق، ولأجله خلقت الجنة والنار، وله أرسلت الرسل، ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة.
قال بعض العارفين: مساكين أهل الدينا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل: وما أطيب ما فيها؟ ، قال: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر : إنه ليمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
وقال آخر : والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
وقال أبو الحسين الوراق : حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، والعيش الهني: الحياة مع الله تعالى لا غير.
ولهذا كان الفوت عند العارفين بالله أشد عليهم من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، فكم بين الانقطاعين؟.
وقال آخر : من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
وقال يحيى بن معاذ : من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره؛ إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر.
ومن علامات صحته : أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
ومن علامات صحته : أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.
ومن علامات صحته : أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرت عينه وسرور قلبه.
ومن علامات صحته : أن يكون همه واحداً وأن يكون في الله.
ومن علامات صحته : أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله.
ومنها : أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل؛ فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه، وتقصيره في حق الله.
فهذه ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم.
وبالجملة فالقلب الصحيح : هو الذي همه كله في الله، وحبه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابِّه، الخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتا إلى غيره تلا عليها ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية، فتصير العبودية صفة له وذوقا لا تكلفا، فيأتي بها توددا وتحببا وتقربا، كما يأتي المحب المتيّم في محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله، فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي أحس من قلبه ناطقا ينطق: لبيك وسعديك، إني سامع مطيع، ممتثل ولك، علي المنة في ذلك، والحمد فيه عائد إليك.
وإذا أصابه قَدَر وجد من قلبه ناطقا يقول: أنا عبدك ومسكينك وفقيرك، وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين، وأنت ربي العزيز الرحيم؛ لا صبر لي إن لم تصبرني، ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني، لا ملجأ لي منك إلا إليك، ولا مستعان لي إلا بك، ولا انصراف لي عن بابك، ولا مذهب لي عنك.
فينطرح بمجموعه بين يديه، ويعتمد بكليته عليه، فإن أصابه بما يكره قال : رحمة أهديت إلي، ودواء نافع من طبيب مشفق، وإن صُرف عنه ما يُحب قال: شراً صرف عني.
وكم رمت أمرا خِرْتَ لي في انصرافه ... وما زلت بي منى أبرّ وأرحما
فكل ما مَسَّه به من السّراء والضرّاء اهتدى بها طريقاً إليه، وانفتح له منه باب يدخل منه عليه، كما قيل : ما مَسّني قدرٌ بكُرْهٍ أو رضى ... إلا اهتديت به إليك طريقا
أمْضِ القضاء على الرضى منى به ... إني وجدتك في البلاء رفيقا
ولله هاتيك القلوب وما انطوت عليه من الضمائر، وماذا أودعته من الكنوز والذخائر، ولله طيب أسرارها ولا سيما يوم تُبلى السرائر.
سيبدي لها طيب ونور وبهجة ... وحسن ثناء يوم تبلى السرائر
تالله لقد رفع لها علم عظيم فشمرت إليه، واستبان لها صراط مستقيم فاستقامت عليه، ودعاها ما دون مطلوبها الأعلى فلم تستجب إليه، واختارت على ما سواه وآثرت ما لديه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalf.yoo7.com
 
علامات مرض القلب وصحته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علامات على الطريق-أبو جهاد في ذكراه المتجددة!!
» من قال ان القلب لا يعقل ولا يفكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دار السلف  ::  منتدى التوحيد  :: التوحيد-
انتقل الى: